هذا هو الفصل الأخير من بحث الدكتور أحمد الماخذي عن: "القانون الدولي والعلاقات الدولية وعلاقاتها بمفهوم أحكام الإسلام"، الذي أوضح فيه العلاقات بين فقه الوافد علاقته بمفهوم أحكام الإسلام، وتناول بجدارة "التالد" و"الوافد"، أو "الداخل" و "الخارج" معًا بقلم خبير بها، متمكن منها، فهو دراسة عميقة موضوعية لا غنى عنها في أي نهضة تشابكت فيها خيوط كثيرة.
قدم الشاعر الناقد إسماعيل الوريث بحثًا ممتازًا حول ديوان الدكتور أحمد الماخذي: "الحزن الذي لم يمت" فطاف في آفاق شعرية خلابة، ونقلنا من أجواء العلم الصارمة التي عرف بها الدكتور الماخذي إلى عالم باسم، وتمكن بقلم أديب وريشة فنان من عرض صور شاعرة لعالم باحث منقب، فكشف خلف إهاب العلم شعرًا متألقًا يقدمه شاعر متألق.
قدم المقال صورة من المجتمع الحضرمي بكل ما فيها من مشاعر وتناقضات، تناولها بقلم المحلل الاجتماعي والأديب المتمكن، في قوالب أدبية تصوِّر مجتمعًا حضرميًّا قاسيًا، في لهجة حمينية معبرة، يمكن أن نطلق عليها "نشيد حضرموت الشعبي"، ولا ينقص من مقدارها أنها باللهجة الحضرمية، فهي بما احتوت عليه من صور فنية وجدل جديرة بالنشر والاهتمام، وللشعر الحميني صور فنية خلابة لا تقل روعة عن الشعر الفصيح.
وأخذنا الأستاذ الفاضل المحقق "عبد الله بن يحيى السريحي" في جولة علمية طاف بنا فوق عالم "معجم البلدان" الواسع الكبير، للجغرافي الكبير ""ياقوت الحموي" (ت يوم الأربعاء 12 جمادى الأولى عام 622هـ/ 1225م كما جاء في ويكبيديا أو 626هـ كما جاء في غلاف الكتاب) وكانت جولة من ناحية المكان في أواخر القرن السادس والسابع الهجريين/ القرن الثالث عشر ميلادي. ومن ناحية المكان أصقاع متباعدة، وإذ يكتب العلامة "السريحي" عن "ياقوت" فهو خبير به، مطلع على كتابه اطلاع تحقيق، وهو قد انتهى من تحقيق الجزء الأول من "معجم البلدان" ويوالي تحقيق البقية، أعانه الله عليه، فمقاله عن كتابه إذن مقال خبير.
وأخيرًا نختم هذا العدد ببعض وثائق الخارجية البريطانية لعام 1904م والتي ترصد أحداثا هامة من تاريخ الصراع بين القوى السياسية في اليمن، يمكن من خلالها استخلاص العبر وطبيعة توجه تلك الصراعات وكيف كان الاستعمار البريطاني والوجود التركي يديران شؤونهما ويتعاملان مع الحراك الشعبي اليمني. راجين العفو عن أي تقصير. ووعدًا علينا أن نظل على العهد سائرين.