تهامة في مصادر التاريخ وأساطير الخليقة

كتب الأديب علي مغربي الأهدل، عن «تهامة»، الموقع الجغرافي، والتضاريس والمناخ، وما قيل عن تهامة في المصادر التاريخية والكلاسيكية. وتطرق إلى ذكر صور من الثقافة الشعبية، والوجود القبلي في تهامة، وما ورد في المصادر العربية عن تهامة. مستعرضًا ما جاء عن تهامة في الأساطير السومرية والبابلية.

 وآتي الآن إلى أرض الخير، إلى تهامة اليمن، أرض الكنوز المدفونة والأدباء والشعراء والعلماء والفنيين المغيَّبين تاريخيًا، مع أن بها من الفطاحل في كل فن ما يروق للناظر أن يراه ويتمتع بما ينظر، وللمستمع أن يسمعه ويتذوق حلاوته، والمؤسف حقًا أنه مضى حين من الدهر على تهامة -بمن فيها وما فيها- لم يهتم بها الباحثون على ما فيها من كنوز، وما جرى على أرضها من حروب. لقد ضفت كالصدفة تخفي آلاءها عن كل عين، حتى جاءت طليعة من أبنائها، فبدأت بنشر لآلئها مبشرة بعهد جديد لا يهتم بالحاضر فقط، بل يولي وجهه شطر الماضي البعيد، فيكشف عن لؤلؤ الصدف المخزون، وينثرها على الناس فيرون عجبًا.

إن تهامة بساحلها الطويل وإنسانها النشيط، كانت من أهم الموانئ في المنطقة العربية، وكانت تأتيها البواخر من كل ساحل عميق، فتفتح بالوافد وتتأثر وتؤثر.

من هذه الأبحاث -إلى جانب أبحاث تهامية سبق أن نشرتها “المسار”- بحث قيم بقلم الأديب الشاعر الباحث علي مغربي الأهدل، عن «تهامة في مصادر التاريخ وأساطير الخليقة»، ولعمري إنه بحث قيم وثري بالمعلومات تدل على سعة معلومات صاحبه.

تناول صاحبنا في بحثه الموقع الجغرافي: والتضاريس والمناخ والغطاء النباتي بشكل كافٍ وواضح ورشيق. وذكر ما فيها من نبات تحدث عنها بطليموس وثيوفراستر وأرتميدورس.

ثم ثنّى بالبحث عن تهامة في المصادر التاريخية، فتناول المصادر النقيشة، حيث تتوفر نقوش كثيرة تحدث عما تم كشفه في داخلها ونقوش من خارجها تحدثت عنها.

ثم ثلث بالحديث عن المصادر الكلاسيكية، وأنها رغم قلتها إلا أنها -كما قال- تشكل مصدرًا هامًا من المصادر التاريخية.

ثم جاء إلى الحديث عن تهامة في الثقافة الشعبية، فأعطانا صورة شيقة جذابة عن العادات والأساطير التي تشكَلت في ثوب آخر، ومانزال نمارسها كارتباط زهر الفل بالزواج المقدس وأثره وما هو عليه اليوم.

وتناول الوجود القبلي في تهامة، حيث كان اسم عك -مثلًا- يتردد منذ الزمان القديم، حيث ذكر بعضها كل من بطليموس ونيني الثاني.

وجاء إلى المصادر العربية، حيث ذكر أنها تناولت تاريخ تهامة باهتمام كبير، واستعرض ما جاء في كتب المعاجم ولسان العرب وفي المعجم البسيط وفي القاموس وفي اللغة الأكادية والأوغارتية وعند الهمداني والمقدسي وابن حوقل، ولكني أرى أن الكتب المشار إليها هي جغرافية وليست تاريخية، ولعل باحثنا الأديب سيتحف مجلة “المسار” وغيره من أدباء ومؤرخين واقتصاديين، بما يشبع جوعًا نهمًا.

ثم استمر في بحثه عن أساطير الخليقة وملاحم التكوين، فاستعرض ما جاء عن تهامة في الأساطير السومرية والبابلية، واستعرض بعضها في رشاقة ممتعة.

وأخيرًا، وصل بعد طيافة ممتعة في أودية رحاب، إلى ما سُيقرأ في نهاية بحثه الممتاز.