خلود الحكام بكتبهم لا بسيوفهم
يخلد الملوك والحكام بكتبهم لا بسيوفهم، إذ إن السيف لا يترك إلا روائح الجثث المتعفنة، أما القلم فيقدم للناس ما ينفع، وسيظل الأفضل بكتبه حياً، وبسيفه ميتاً، وكتاب الملك الأفضل هذا يعطينا فكرة واضحة كيف تحولت البساطة الإسلامية إلى فخفخة ملوكية «لا تمتُّ إلى الإسلام بصلة، بل هي منحولة عن طقوس ورسوم الإمبراطوريات السابقة على الإسلام وأبرزها الإمبراطورية الساسانية، ولا شك أن انتقال مثل هذه الطقوس الأعجمية الغريبة عن الإسلام وقيمه إلى التراث الإسلامي ونظام حكمه، قد ساعد في استفحال ظاهرة الطغيان والاستبداد التي ابتلي بها المسلمون، وساهم في ظهور عدد من الطغاة والمتجبرين على امتداد تاريخهم وبلدانهم، وصار التواضع والعدل استثناء.