إلى المحيط العلمي اليمني حيث نجد الأستاذ الأديب الباحث “محمد عبد السلام منصور” ينقلنا من عالم الضغائن المحتدمة، إلى أجواء الفكر الصافي حيث يقدم لنا بحثاً متميزاً عن «منهج الإمام ابن المرتضى في علم الكلام» فيكشف عن آفاق هذا الإمام المجتهد المحلق بأجنحة طوال، والمعروف أن هذا الإمام من القلائل الذين يملكون عقلية علمية زيدية معتزلية، ربَّته سيدةٌ زيدية معتزلية عالمة مجتهدة، لها المؤلفات الشهيرة، فربّته ووجهته واحتضنته منذ صغره نحو الأفاق العلمية، وكانت هذه السيدة هي أخته السيدة «دهماء بنت المرتضى» (1 القعدة 837ه/9 يونيو1434م) فأحسنت تربيته، فأثمر ثمراً خصباً في كل الحقول.
وعن جانب من هذا الثمر تولى الأستاذ الباحث الكشف عنه، وأحاط به إحاطة عِلمية موفقة، وأتفق معه حول ملاحظته الثالثة التي تتعلق بإطلاق اسم «فرقة» على كل من “تيار المعتزلة”، و “تيار الزيدية” فهذه التسمية عنده لا توافق محتواها، «ففي رأيي أن هذه التسمية تفتقر إلى الدقة، وأميل إلى إطلاق اسم “التيار” أو “المدرسة” على كل منهما»، ومضى يدعم ما توصل إليه بمنطق كما ستقرأه في بحثه القيم، وإذا كان لي الاختيار فأنا أفضل تسمية “مدرسة”، على تيار؛ لأن التيار يلتصق أكثر بالسياسة بينما اسم المدرسة ينتمي إلى العلوم.