أشعلت الثورة الدستورية في 17 فبراير 1948 فتيل التغيير في ليلة سياسية مظلمة واستمرت لمدة 24 يومًا قبل أن تنطفئ. وبالرغم من استمرار حالة الثورة بشكل غير مباشر، إلا أن الجهود لإقرار دستور مدني تعثرت بسبب التشويه السياسي. لهذا يسعى الكاتب لإجراء دراسة موضوعية للثورة الدستورية بهدف فهم مفاهيمها ومبادئها وتحدياتها تجاوزت التأثيرات السياسية والحزبية والمذهبية.

أضاءت الثورة الدستورية يوم الثلاثاء 7 ربيع الثاني 1367هـ/17 فبراير 1948م ظلمات ليل سياسي مُعتم، وفي يوم الجمعة مساء 2 جمادى الأولى 1367ه/12 مارس 1948م انطفأ الشعاع بعد 24 يوماً. ولكن شفقه الغارب بقي يرسل أضواءه على نحو مّا، فبقي الشعور بالثورة يتفاعل معبّراً عن نفسه في تحركات وتمردات وانقلابات، ولكن الشيء الذي أُعيق هو العمل لـ«لدستور المدني»، وذلك بفعل سببين رئيسيين ذكرتهما في محاضرتي، حيث تعرضت للتشويه الواسع، حتى خفيت معالمها أو كادت.

ولهذا رأى «مركز التراث والبحوث اليمني» أن يبدأ في دراسة الثورة الدستورية دراسة جديدة موضوعية، من أجل فهم أفضل لمفاهيمها ومبادئها وحقيقة أمرها، وعلى أساس هذه الفكرة رأى المركز أن يختار لذكرى الاحتفال بها عنواناً يشير إلى بداية البحث والتنقيب عنها، كخطوة أولى تتبعها خطوات، في شكل ندوات ومحاضرات ومقالات، بُغية الوصول لإظهارها على ما كانت عليه، بواسطة أبحاث موضوعية علمية، لا على ما كتبه الهوى السياسي أو سجلته الحزبية أو صاغته المذهبية كما حصل مع الأسف. ومن تلك المقالات الموضوعية وهذا المقال الذي يبحث اهم العوائق التي مثلت في طريق دستور الثورة الدستورية التي أضاءت الشعلة الأولى في فضاء التغيير.