ثم نطل مع الدكتور الجزائري “آيت بعزيز عبد النور ” في مقاله القيم: «الفضيل الورتلاني تاريخ حافل بالإصلاح»، ونحن إذ نفعل ذلك فإنما نتطلع إلى هامة شامخة من زعماء الإصلاح الرواد في العالم الإسلامي كله، حيث نجد في “الفضيل” حاملا ليس هموم الأمة العربية فحسب؛ بل كان يحتضن هموم الإسلام والمسلمين في أي بلد إسلامي من “تركيا” حتى “جاكرتا”، وكان فارساً في كل ميدان يجول فيه، مصلحاً في كل بلد يتواجد فيه المسلمون، لا يخاف في الله لومة لائم. وقد أبدع الدكتور بقلمه العلمي الرصين في إبراز معالم هذه الشخصية البارزة.
إن “للفضيل” عليَّ شخصياً فضلَ إخراجي من أزمة اكتئاب أصابتني في فجر شبابي عندما كنت أدرس في معتقل “حجة”، فلسبب لم أعد أذكره أصابتني نوبة اكتئاب شديد، فما كان من استاذي المرحوم “أحمد الشامي” إلا أن قص علي فصولاً من معاناة “الفضيل” ونجاته من الموت مرة ومن السجن أخرى وتشرده في الآفاق ومواجهة إلقاء القبض عليه، وكان يواجه كل تلك بقوة أعصاب، فلم يدخل اليأس إلى قلبه أو يصاب بإحباط، فنظرت إلى حالي حيث لا يطاردني خوف، ولا يلاحقني موت، بينما لم يفقد “الفضيل” في تلك الأجواء المدلهمة أمله، ولم يصبه إحباط ولا اكتئاب، فكان ما قصه أستاذي عليّ كماء بارد سكبه على قيض اكتئابي فنِشطت من عقال.
كانت سيرة السيد “الفضيل الورتلاني” قدوة توقظ في المحبَطين جذوة الأمل وتبعثهم من مَوَات.
يتحدث كاتب المقال الدكتور الجزائري “آيت بعزيز عبد النور ” في مقاله عن جانب من تاريخ الفضيل الورتلاني، باعتباره هامة شامخة من زعماء الإصلاح في العالم الإسلامي كله، الذين هوم الأمة العربية وهموم الإسلام والمسلمين في أي بلد إسلامي من “تركيا” حتى “جاكرتا”، وكان فارساً في كل ميدان يجول فيه، مصلحاً في كل بلد يتواجد فيه المسلمون، لا يخاف في الله لومة لائم.