في حديثه عن المعارضة اليمنية في القاهرة ودورها في «الثورة الدستورية اليمنية» كشف رئيس التحرير – وهو من شهود تلك الفترة – عن دور يكاد يكون مجهولاً، مع أن له الفضل في تغيير المضمون السياسي من التديين إلى التمدين. وبهذا يكشف تاريخاً مطوياً، لم يتم تناوله من قبل. وقد تضمن المقال أسماء بعض قيادات المعارضة وسجل جانبا من مواقفهم.

يكون قد مر على الثورة الدستورية 70 عاماً هجرياً، أو 66 عاماً ميلادياً، ويكاد الناس ينسون أسبابها ودوافعها ونضال أبنائها، واستشهاد علمائها ومثقفيها، ولا يذكرها بعضهم -إن أحسنوا الظن-إلا أنها الثورة الأم التي تمخضت عنها بقية الثورات والانقلابات دون أن يذكروا أسبابها وما أحدثته من تغيير في الفقه السياسي السائد لأول مرة في تاريخ المسلمين، حيث سلبت من حقوق الإمام المقدس معظم حقوقه، كما أن البعض لا يعتبرها إلا استبدالَ إمامٍ بـإمام أو تطاحن أسر!!! الخ. وأنا أزعم أن ذلك بسبب نقص المعرفة بها وبدوافعها ومضامينها فلم يتناولوا مضامينها بدراسة، وإنما حاموا حول الشخصيات يقيسون الثورة من خلال الرجال ولم يقيسوا الرجال من خلال المضامين الدستورية، مما أثبت أن عبادة الشخصيات هي المستأثرة بالمفاهيم.