يحتوي هذا العدد من “المسار” على مقالات متنوعة، فيها فوائد بحثية ،وفيها متعة فنية صاغها متخصصون، كل في حقله، يعملون بما يعلمون، مساهمة منهم في خلق ثقافة جديدة إنسانية أخوية، طمرها كمٌّ هائل من المتحجرات، نحن بأمس الحاجة إلى البحث عن أضرارها وتنقيتها مما ألم بها من عوادي التصحير والتحجير. ذلك أن هذه الثقافة المتصحرة حلت محل ثقافتنا المتألقة ولم يأتِ القرن الثامن الهجري / القرن الرابع عشر ميلادي، حتى استكمل التصحير مداه ،ومنذ ذلك الوقت لم يعد ثمة ثمر جديد، ولا نبت نضير، ولكن حطب جاف ،وعود يابس، لم يعد – معظمه – يصلح إلا للحريق؛ لما يحمل من أوبئة مذهبية وعنصرية وتاريخية واجتماعية واقتصادية .
وقد آلت “المسار” على نفسها أن تقاوم تلك الثقافة المتحجرة وأن تحاول بصبر إعادة الماء النقي إلى الجذع اليابس ليستعيد مفاهيمه الدينية النقية، وأوراقه الحضارية الزاهية، ويصحح أغلاطه التاريخية، وأضرار حياته الاجتماعية ،وأوجاع اقتصاد ظالم .