ومما يتناغم وينسجم مع بحث الثقافة وترجمة السابق، مقال الأستاذ «خالد ضيف الله الشماري»؛ «التحويل بالحذف في العربية.. دراسة في المفهوم والمترادفات». وكم يسعد «مجلة المسار» وكم يسعد قراءها مثل هذا التوجه لدراسة اللغة العربية التي أُهملت بعمد وجهل، كي يضعف اللسان العربي، فلا يتمكن من فهم القرآن الكريم وخالق حضارة زاهية ومؤثرة في الحضارة الغربية.
إن غياب مفردات الحضارة الإسلامية، يعني أن هذا اللسان الحضاري فقد تأثيره في استعادة حضارته، وليس عليه إلا أن يذوب في الحضارة الغربية المعاصرة، ولذا ندرك أن تجهيل اللسان العربي قد بدأ باحتلال الدول الأوروبية للعالم الإسلامي، وسعيها الحثيث لإحلال غريب الوجه واليد واللسان محلها ومحل رجالها. ومن الأسف فقد نجح الاحتلال الغربي في مقاصده، ونما جيل واسع يفهم تاريخ الغرب ويجهل تاريخ المسلمين، وبهذه العملية نسي القوم تاريخهم وحضارتهم، إلا كطيف بعيد غير مرئي. ومن هنا بالذات يجب أن تستمر الكتابات عن اللسان العربي، وإظهار محاسنه، وعمق دلالته؛ إحياءً لتاريخ مطمور، وفخر مقبور، وبداية موفقة لاستعادة مجد غارب.
وقد ألم الأستاذ خالد ضيف الله، في مقاله المذكور، بموضوع الحذف، إلماماً شاملاً، فبدأ: بـ مفهوم الحذف، وتناوله من مختلف جوانبه، وكذلك فعل عندما ثنّى بـ مترادفات الحذف، وثلّث بـ مرادفات الحذف، وشرح الفرق بينهما، وختم مقاله بالإيجاز والاختصار والتأويل. وحَسُن ختاماً.