الشعر الشعبي التهامي .. ألوانه وفنونه

عمل الأستاذ علي مغربي الأهدل على تصور إيقاعات «الشعر الشعبي التهامي بألوانه وفنونه». وذكر أن الشعر العامي يعد من أهم ألوان الأدب لقربه من حياة أبناء المجتمع، وملامسته مشاعرهم ومعالجته قضاياهم وهمومهم بلهجاتهم البسيطة. ثم تطرق إلى جانب من ألوان وأشكال ومعاني الشعر الشعبي التهامي، وعزز ذلك بأمثلة تعكس الأسلوب الفني الذي يعبر به الناس عن مشاعرهم.

وأختم هذه الرحلة بالسفر إلى شواطئ البحر الأحمر، لأستجم فيها من معاناة الرحلة، ولأصغي إلى إيقاعات الشعر الشعبي التهامي، وهي تصدح بأنغام عذاب، تنساب فوق تهامة، كما ينساب النسيم العاطر عندما يمر على حقول خضر، فترجع صداه فوحًا عاطرًا، وتحس بها كأن تتراقص فوق أغصان متمايلة، وتعبر فوق الصحارى الربداء، فتنديها بما تسكب عليها من رشاش عطر وندى ورد؛ وإذا بتهامة كلها ترقص على ذلك الإيقاع الجميل.

وقد تمكن الأستاذ الأديب الشاعر علي مغربي الأهدل من أن يصور تلك الإيقاعات من الشعر الشعبي التهامي بألوانه وفنونه. وكما يختبر صاحب الوتر الساحر خيوطه الراقصة ليضبطها قبل أن تستوي أنغامًا منسابة متماسكة، يبقى صداها في النفوس طويلًا، كذلك فعل الأستاذ الأهدل، فقبل أن تصدح أشعاره، قام “بتفيش” أوتاره بمقدمة عن ألوان وأشكال الشعر الشعبي التهامي، قبل أن يضرب لنا مثلًا عن أمثلة ألوان الشعر التهامي وشرح معانيها، قال فيه: “يمتاز الشعر الشعبي في المجتمعات اليمنية بثراء كبير، وألوان متعددة وزاخرة، فلكل مجتمع من المجتمعات اليمنية ألوانه وفنونه الشعرية الخاصة المحفوظة في الذاكرة الشعبية، والمتناقلة في موروثه الأدبي عبر الأجيال، ويعد الشعر الشعبي أو العامي في اليمن أحد أهم وأبرز ألوان الأدب الشعبي، وذلك لقربه من حياة أبناء المجتمع، وملامسته مشاعرهم الوجدانية ومعالجته لمختلف قضاياهم وهمومهم في شتى مجالات الحياة، فهو أسلوب فني يعبر به الناس بلغتهم العامية، فيكون أقدر على تصوير مشاعرهم، وذلك أن العامية كأداة يومية وكلغة مكتسبة منذ الطفولة، تنطوي على شحنة وجدانية هائلة، وحين ترتبط هذه اللهجة بالتراث الثقافي تكون وسيلة مدهشة في صياغة “الأعمال الأدبية”..”.

هذه اللغة العامية شحنة وجدانية كما يقول، ولكن -كما هو معروف- فإنها تنحصر في إطار مكانها، ولن تفهم لغير الناطقين بها إلا بواسطة ترجمتها، وكثيرًا ما تفقد الترجمة وجدانية الكلمة، ولكنها مع ذلك تظل قيمة تراثية لا غنى عنها، وقد أحسن الكاتب بشرح بعض الكلمات -وهي كثيرة- فتوهج الوجدان مع معانيها.

ولم يكتفِ الكاتب بتناول لون واحد من الشعر، ولكنه ألمَّ بألوان الشعر الشعبي التهامي، بكافة أنواعه، بلهجة تهامة الحبيبة، فأحسن وأجاد.

ونلتقي على مزيد من الإنتاج في العدد القادم إن شاء الله تعالى.

الشعر الشعبي التهامي .. ألوانه وفنونه

عمل الأستاذ علي مغربي الأهدل على تصور إيقاعات «الشعر الشعبي التهامي بألوانه وفنونه». وذكر أن الشعر العامي يعد من أهم ألوان الأدب لقربه من حياة أبناء المجتمع، وملامسته مشاعرهم ومعالجته قضاياهم وهمومهم بلهجاتهم البسيطة. ثم تطرق إلى جانب من ألوان وأشكال ومعاني الشعر الشعبي التهامي، وعزز ذلك بأمثلة تعكس الأسلوب الفني الذي يعبر به الناس عن مشاعرهم.
وأختم هذه الرحلة بالسفر إلى شواطئ البحر الأحمر، لأستجم فيها من معاناة الرحلة، ولأصغي إلى إيقاعات الشعر الشعبي التهامي، وهي تصدح بأنغام عذاب، تنساب فوق تهامة، كما ينساب النسيم العاطر عندما يمر على حقول خضر، فترجع صداه فوحًا عاطرًا، وتحس بها كأن تتراقص فوق أغصان متمايلة، وتعبر فوق الصحارى الربداء، فتنديها بما تسكب عليها من رشاش عطر وندى ورد؛ وإذا بتهامة كلها ترقص على ذلك الإيقاع الجميل.

     وقد تمكن الأستاذ الأديب الشاعر علي مغربي الأهدل من أن يصور تلك الإيقاعات من الشعر الشعبي التهامي بألوانه وفنونه. وكما يختبر صاحب الوتر الساحر خيوطه الراقصة ليضبطها قبل أن تستوي أنغامًا منسابة متماسكة، يبقى صداها في النفوس طويلًا، كذلك فعل الأستاذ الأهدل، فقبل أن تصدح أشعاره، قام “بتفيش” أوتاره بمقدمة عن ألوان وأشكال الشعر الشعبي التهامي، قبل أن يضرب لنا مثلًا عن أمثلة ألوان الشعر التهامي وشرح معانيها، قال فيه: “يمتاز الشعر الشعبي في المجتمعات اليمنية بثراء كبير، وألوان متعددة وزاخرة، فلكل مجتمع من المجتمعات اليمنية ألوانه وفنونه الشعرية الخاصة المحفوظة في الذاكرة الشعبية، والمتناقلة في موروثه الأدبي عبر الأجيال، ويعد الشعر الشعبي أو العامي في اليمن أحد أهم وأبرز ألوان الأدب الشعبي، وذلك لقربه من حياة أبناء المجتمع، وملامسته مشاعرهم الوجدانية ومعالجته لمختلف قضاياهم وهمومهم في شتى مجالات الحياة، فهو أسلوب فني يعبر به الناس بلغتهم العامية، فيكون أقدر على تصوير مشاعرهم، وذلك أن العامية كأداة يومية وكلغة مكتسبة منذ الطفولة، تنطوي على شحنة وجدانية هائلة، وحين ترتبط هذه اللهجة بالتراث الثقافي تكون وسيلة مدهشة في صياغة “الأعمال الأدبية”.

     هذه اللغة العامية شحنة وجدانية كما يقول، ولكن -كما هو معروف- فإنها تنحصر في إطار مكانها، ولن تفهم لغير الناطقين بها إلا بواسطة ترجمتها، وكثيرًا ما تفقد الترجمة وجدانية الكلمة، ولكنها مع ذلك تظل قيمة تراثية لا غنى عنها، وقد أحسن الكاتب بشرح بعض الكلمات -وهي كثيرة- فتوهج الوجدان مع معانيها.

     ولم يكتفِ الكاتب بتناول لون واحد من الشعر، ولكنه ألمَّ بألوان الشعر الشعبي التهامي، بكافة أنواعه، بلهجة تهامة الحبيبة، فأحسن وأجاد.

            ونلتقي على مزيد من الإنتاج في العدد القادم إن شاء الله تعالى.