صورتي

محمد يحيى عزان

القيمة المعرفيّة للحديث النبوي المروي بالمعنى

يعد هذا المقال من البحوث المهمة التي تسعى لتنظيف الحديث النبوي من الملصقات التي نفذ من خلالها المتمذهبون والسياسيون والمشككون؛ إلى انحرافات بشعة أصبحت ديناً، أو منهجًا للتشكيك.. وفيه بين الكاتب اختلاف العلماء حول حكم الرواية بنص اللفظ أو بالمعنى، وأشار إلى حجة كل منهم، مبينا أن «القيمة المعرفية للحديث النبوي المروي بالمعنى» تختلف مراتبها ومقتضياتها فضلا عن حجيتها.

* وفي هذا العدد يتصدر مقال «القيمة المعرفية للحديث النبوي المروي بالمعنى» للعلامة محمد يحيى عزان؛ لما لحديث رسول الله من أهمية، وما لمقام رسول الله من تشريف، وما لعلامتنا من عمق في البحث والتنقيب، ثم إن الحديث الشريف قد استغل أبشع استغلال، حيث استخدمته السلطة السياسية لأغراضها، ودعم هذا الاستغلال فقهاء السلطة وأعداء الإسلام وما قام به اليهود من دس الإسرائيليات الخ، وما سلم منه جرت عليه ويلات كثيرة من تبديل كلمات واختصارات وزيادات.

فكان البحث في هذا الموضوع من أهم المواضيع باعتبار الحديث المصدر الثاني الذي نفذ منه السياسيون وفقهاؤهم إلى انحرافات بشعة أصبحت ديناً، ومن ثم تبدو العناية بتنظيف الحديث من أقوال المغرضين ضرورة قصوى لإزالة العوائق، وللأستاذ العلامة محمد عزان جهد كبير في هذا الباب. وليس موضوع مقال «القيمة المعرفية»، إلا مثالٍ من هذا الجهد المبارك.

لقد اختلف العلماء حول الرواية بنص اللفظ أو بالمعنى، وحجة القائلين بوجوب الرواية بالنّص: أن تغيير اللفظ يغير المعنى في الغالب، وحجة الجمهور: صعوبة حفظ نص اللفظ بدون تدوينه في وقته كما كان حال القرآن. من هنا قلّ الحديث عند النصيين وكثر عند غيرهم من المتجوزين.

وقد فصَّل الأستاذ العلامة في بحثه الممتاز ذلك تفصيلاً، وأوصلنا إلى ما يطمئن إليه العقل وتسكن عنده النفس، إذ إن مقاله هذا لم يهدف إلى ترجيح قول على قول على نحو الجزم، وإنما على تبيين ما لهذا من الفوائد وما لذاك، في موضوعية وإنصاف في القول، وعمق في البحث.