علي مغربي الأهدل

الملابس في الثقافة الشعبية التهامية .. الجذور والأبعاد

عن «الملابس في الثقافة الشعبية التهامية - الجذور التاريخية والأبعاد الدلالية»، كتب الأستاذ «علي مغربي الأهدل»، فأبرز ما لتلك من انعكاس لحضارة غابرة، وما لها من تاريخ في المراحل المختلفة، حيث تحدث عن أدوات الزينة وتاريخ اللباس وتطوره، وعن قصة الملابس في المجتمع اليمني القديم. ليختم بالحديث عن الزي الشعبي التهامي أشكاله ودلالاته.

وفي الختام، أجد نفسي منجذبًا إلى الاطلاع على ثقافة منطقة من أحب المناطق إلى نفسي، ومن أكثرها شغفًا وإعجابًا، وأقصد بها منطقة «تهامة» ذات الكنوز المتعددة التي بدأت تظهر خباياها اللؤلئية بشكل لم يسبق له مثيل، والحمد لله، ويسعد «المسار» أن تشارك في «النهضة التهامية» بكل ما لديها من طاقة وسعة.

في هذا العدد مقال عن «الملابس في الثقافة الشعبية التهامية -الجذور التاريخية والأبعاد الدلالية»، للأستاذ المتخصص في تاريخ تهامة، والشاعر والناثر والباحث «علي مغربي الأهدل»، الذي سبق له أبحاث حول عطاء تهامة الفكري واللغوي. واليوم تناول في مقاله مقالًا يتحدث فيه عن زينة ملابس أهل تهامة، إذ نقرأ ذلك تحت ثلاثة مواضيع هي: 1- أدوات الزينة وتاريخ اللباس وتطوره. 2- الملابس في المجتمع اليمني القديم. 3- الزي الشعبي التهامي أشكاله ودلالاته.

وليس من شك عندي أن تلك الملابس هي انعكاس لحضارة غاربة، بل من قبل تلك الحضارة ومن بعدها، والمتتبع لتلك الملابس يجد فيها تاريخًا لمراحل مختلفة.

بدأ بحثه الممتع عن السبب الذي جعل الإنسان يرتدي الملابس، وماذا كان ثوبه الأول، وكيف وصلت الملابس إلى هذه الدرجة من التنوع والتعقيد في اللون والشكل والحجم والغرض والتأثير ليس في اليمن فقط، ولكن في مواطن كثيرة من العالم، وعن الزينة والرغبة في التزين لدى البدائيين.

وبما أنني أقرأ بحثًا أجهل معظم جوانبه، فلا يسعني إلا أن أستمتع بما كتبَ، وأستفيد مما قدم، كسائر قراء «المسار» الكرام. ولا شك أنهم سيستمتعون بما فيه كما استمتعتُ، وأنهم سيطلعون على شي جديد ومفيد.

على أني أريد أن أعلق على من وصفهم الكاتب بالبدائيين وبالمتوحشين الذين كانوا يسكنون جنوب أوروبا وغيرها في المغارات، فأقول أما البدائيون فلا تعقيب عليها، وأما المتوحشون فلا أعتقد أن تلك الكلمة تصيب حقيقتها، فلم يحدث منهم -مهما كانت الوسائل– ما حدث من متوحشي هذه القرون المتأخرة الذين قتلوا فيه الملايين من البشر، لا لشيء سوى الرغبة في الاستحواذ على الأرض والمال، فأية وحشية تفوق الوحشية التي تعرض لها الهنود الحمر في أمريكا، والمواطنون الأصليون في أستراليا بيد البريطانيين، وفلسطين بيد الغرب كله، وتلك المذابح احتلها الغربيون؟

وإذن، فإن كلمة الوحشية لا تنطبق على أولئك الذين كانوا يعيشون في المغاور والكهوف، وإنما تنطبق بكل معانيها على ساكني ناطحات السحاب، وليس أولئك الذين يعيشون فوق التراب، وهل هناك وحشية أقسى من وحشية الغربيين في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما قبلهما من حروب تديينية. وإذ أقول ذلك فلأنني من قوم يحرصون على تعريف المصطلحات وفق معانيها وسلوكها