وفي أطار هذه الوثائق سنأتي بنصٍ يتحدث عما أعقب سقوط الثورة الدستورية مباشرة، وكما يلاحظ القارئ أننا بدأنا بنص مرحلة ما قبل  قيام الثورة، ثم ثنّينا بالحديث عن مقتل الإمام يحيى من وجهة النظر الرسمية المعادية، ولكي تكتمل الصورة فقد ثلَّثنا بنصٍ يوضح ما حدث بعد سقوط الثورة الدستورية، وهو نص كتبه عالم مشارك فيها، ومتحمل عذابها ومعاناتها، وكان مع  زعماء الثورة وهم يقادون بالسلاسل والأغلال إلى معتقلات حجة، ليلقى البعض ربه مضمّخاً بدم شهادته، وليبق في السجن من بقي منهم يعاني ثقل الحديد والخوف، وانتظار الموت علي يد سيف قاتل، أو بفعل وباء سجنٍ قذر، أو على أمل إطلاق.