هذا بحث تنويري قدمه الأستاذ عصام صالح القيسي يعرف فيه بما قدمته حضارتنا الإسلامية في مجال حقوق الإنسان، وما يستفاد منه، فيلتقط من أزهار الحاضر ما يزين به أزهار الماضي، وفي الوقت نفسه يقيم جسر تعارف راسخ بين بني الإنسان، فالإطلالة على ما عند الغير، والتأمل فيه بإنصاف ووعي يُعد تجديدا وتوثيقا لما يتطلع إليه رواد الحضارة الإسلامية.

وترحب مجلة المسار بالأستاذ الباحث: عصام القيسي، في مقاله «فلسفة حقوق الإنسان في الفكرين الإسلامي والغربي» وهو بحث تنويري نحن بأمس الحاجة إليه لمعرفة ما قدمته حضارتنا في مجال حقوق الإنسان، وما يستفاد منه من هذه الحضارة الغربية الباذخة، فيلتقط من أزهار الحاضر ما يزين به أزهار الماضي، وفي الوقت نفسه يقيم جسر تعارف بين بني الإنسان، فالإطلالة على ما عند الغير تجديد لما يتطلع إليه رواد الحضارة الإسلامية.

خصوصاً بعد أن «أخذت عبارة “حقوق الإنسان” بعداً دولياً بعد صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، عن الأمم المتحدة في العام 1948م».

وقد أشار الكاتب إلى «أن النظرية الإسلامية – في صيغتها التقليدية تحديداً – لم تسلم من سهام النقد التي وجهها إليها كثير من مثقفي العصر الحديث، سواء من مثقفي الغرب أو من حاملي الثقافة الغربية في البلدان الإسلامية. وقد كان معظم ذلك النقد موجهاً لموقفها من حقوق الإنسان على وجه الخصوص، (تحديداً حق الحرية وحق المساواة، وما يتفرع عنهما من حقوق). والحقيقة أن دوافع ذلك النقد قد تراوحت بين التعصب حيناً والجهل أحياناً أخرى. وسنكتشف في السطور القادمة أن مشكلتي الجهل والتعصب لا تخصان خصوم الإسلام وحدهم، بل هي مشكلة بعض المسلمين أيضاً، وفي مقدمتهم المؤسسة العلمية الإسلامية، ممثلة في رجال الفقه التقليديين».