قاسم بن علي الوزير

كاتب وشاعر وسياسي، ولد 13 القعدة سنة 1355 = 25 يناير 1937م، شخصية يمنية بارزة، أثر بشكل عميق في الساحة الثقافية والسياسية. نشأ في بيئة سياسية متقلبة، وكان لدور أسرته القيادي في ثورة 1948 تأثير كبير على حياته، حيث تعرض للاعتقال في سن 14، مما ساهم في تشكيل وعيه الفكري والأدبي. تأثر بأفكار مفكري النهضة الإسلامية مثل مالك بن نبي وجمال الدين الأفغاني، وسعى من خلال كتاباته ومحاضراته إلى تقديم رؤى لنهوض اليمن والأمة الإسلامية.

Written in this section by: Najiyah Qassim Alwazir Abdulwahab Alkebsi Arab Al-Hewar Center They addressed aspects of his life, biography, intellectual, and humanitarian contributions
تواردت التعازي من كل اتجاه وعلى مختلف المستويات الرسمية والشعبية والمؤسسية لأسرة ومحبي الراحل القاسم بن علي الوزير، تم تصنيفها في أربع مجموعات: المؤسسات والهيئات، الأحزاب والمنظمات، العشائر والجماعات، وتعازي الأفراد.
من زوايا مختلف كتب كل من: الاستاذ عبد الباري طاهر، الدكتور عبد العزيز البغدادي، الأستاذ طاهر شمسان، الأستاذ أحمد ناجي النبهاني، الأستاذ قادري أحمد حيدر، والأستاذ حسن حمود الدولة. عن فكر وأدب القاسم بن علي الوزير فكانت مجموعة رائعة من المقالات تعطي صورة عن مسيرة الراحل الكبير.
يتضمن هذا القسم: نعي ورثاء من كل من الأستاذ زيد الوزير، واتحاد القوى الشعبية اليمنية، ومجموعة من أصدقاء وأقارب وتلاميذ الراحل، تناولت جوانب من حياة الراحل الاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية، وابرزت أشياء لم تكن معروفة في سيرته الذاتية، وتحدثت عن شعره وأدبه واهتماماته في إصلاح المسار الفكري والسياسي في اليمن وغيرها. 
قدّم القاسم الوزير في هذا المقال تحليلاً شاملاً وموجزًا، حيث أجاد في جمع الأحداث وتبسيطها بشكل واضح، مُظهرًا عمقًا سياسيًا واجتماعيًا. مقاله يُعد "متنًا جامعًا" لمن يرغب في فهم الثورة الدستورية، سواء كان متفقًا معه أم لا. النص صغير الحجم لكنه غني بالمحتوى ويصلح كقاعدة لبحوث وشروح تفصيلية. الكاتب يشير أيضًا إلى أن أخيه لم يتطرق لموضوع صياغة "الميثاق" ولكنه وعد بتناوله في المستقبل.
مع أنه قد كُتب عن الشاعر قاسم الوزير عدة مقالات قبل نشر ديوانه "لابد من صنعاء" وبعده، يبقى لما يكتبه الأستاذ "حمدي" نكه خاصة، تؤذن بفجر جديد للأدبَ والذي أرجو أن يلقى على يد الأدباء الشباب طورًا جديدًا ومرحلة متقدمة وأنا على يقين أنه وأمثاله من الشباب الجديد يشكلون ضمانة لاستمرار التطور والإبداع.
كتب الدكتور عبد العزيز المقالح عن مجموعات شعرية لصديقه الشاعر قاسم بن علي الوزير فتحدث بمعرفة عمن يعرف ظرفا ونشأة وتاريخا معاصرا، وإذ نقرؤه نقرأ فصلًا من المعرفة التامة عن شخصية الشاعر بكل أبعادها، ومن الناحية الفنية فإننا لم نقرأ شعر "قاسم الوزير" فقط، بل نقرأ شعر "المقالح" فوق صفحات ديوان "مجموعات شعرية". وتدفقا فكلاهما بحر.
يرثى الأستاذ قاسم الوزير في هذا المقال الفكر محمد فتحي عثمان، وهو عالم مصري ولد عام 1928م ونشأ وترعرع في ظروف حركة النهضة التي أطلقتها مدرسة جمال الدين ومحمد عبده. ولم يكن – حسب الكاتب - علامة ولا مفكراً ولا أديباً فحسب.. كان كل ذلك في ائتلاف نادر لتلك المؤهلات جميعاً، وقبل ذلك وبعده كان إنساناً رائعاً تتألق سجاياه وتجعل منه نموذجاً أخلاقياً رفيعاً لما يجب أن يكون عليه الإنسان.
• في تأبين الأديب المؤرخ أحمد بن محمد الشامي تحدث تلميذه الأستاذ قاسم الوزير عن قدرته علي الجمع بين العلم والإيمان، مشيرا إلى أنه لم يكن مجرد حافظ للأقوال، بل يفهم أصول العلم ويتعامل مع القضايا بعقلانية، ولم يكتف بنقل أفكار، بل فكر وأبدع، واستخلص الدلالات والمعاني من التاريخ والحياة والأحداث. وكان يمتلك حساسية أدبية رفيعة، ويتقن فنون البلاغة، مما يجعل كتاباته سلسة ومؤثرة، وترك بصمة واضحة في تاريخ الفكر الإسلامي.
في مطلع هذا المقال يشير الأستاذ قاسم الوزير أنه حصره في ثلاث مجالات رئيسية، أولها: بيان المقصود بمصطلحي "الحضارة" و"الغرب". ثانيها: العلاقات المتبادلة بين الحضارات: هل هي مكملة لبعضها أم متضادة؟ وهل علاقتنا مع حضارة الغرب أم معه كمستعمر وقوة مهيمنة؟ وثالثها: بيان موقفنا من الحضارة الغربية. ثم أخذ يحلق في فضاء الأفكار والتجارب، للبحث عن مصدر للضوء يؤدي إلى توحيد بعض المفاهيم على مستوى فكري عربي أوسع.
هذه رسالة من الأستاذ قاسم بن على الوزير، إلى عبد الرحمن بن الشهيد حسين الكبسي، الذي كان أحد قيادات الدولة أيام الإمام يحيى حميد الدين، وتم إعدامه علي يد الإمام أحمد عقب فشل الثورة الدستورية عام 1948م. يذكر الكاتب أنه كان يتميز بفكر وسعة الأفق يجمع بين العلم النظري والعملى، وقدم صورة كاملة عن شخصيته وما تميز به من فهم للدين وحنكة في السياسة، ووضعه في مصاف مجددي عصره.

قاسم بن علي الوزير، الشخصية اليمنية البارزة، له تأثير عميق في الساحة الثقافية والسياسية. وُلد في بيئة سياسية متقلبة، حيث شهد اليمن تحولات كبيرة خلال القرن العشرين، وكانت ثورة 1948 الدستورية نقطة تحول في حياته، إذ تعرضت أسرته للاضطهاد بسبب دورها القيادي في الثورة. تجربته المبكرة في السجن عندما كان عمره 14 عامًا أثرت بشكل كبير على تطوره الفكري والأدبي، ومنحته فرصة للتفاعل مع شخصيات سياسية وثقافية مؤثرة.

كان الوزير مفكرًا إسلاميًا وناشطًا سياسيًا، يُعتبر من رواد الفكر النهضوي الذي يجمع بين الإسلام وإنجازات الحضارة الإنسانية. تأثر بشكل كبير بأفكار مالك بن نبي وغيره من مفكري النهضة الإسلامية مثل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده والطهطاوي، وسعى من خلال كتاباته ومحاضراته إلى تقديم رؤى وتصورات لمشاريع تنهض باليمن والأمة العربية والإسلامية من أزماتها.

في الجانب الأدبي، كان الوزير شاعرًا وأديبًا متميزًا، وديوانه “الشوق والحزن والإشراق” يُعد اختزالًا لتجربته الأدبية والسياسية والفكرية. يُظهر ديوانه تنوعًا في الموضوعات، معبرًا عن الشوق لوطنه والحزن على الأحداث التي مر بها، وكذلك الإشراق الذي يمثل الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل. تضمن ديوانه مجموعات شعرية مثل “الشوق يا صنعاء” و”أزهار الأحزان”، التي تعكس عمق تجربته الشخصية والوطنية.

كان للوزير دور بارز في الحياة السياسية اليمنية، حيث شغل مناصب قيادية وكان رئيسًا للمجلس الأعلى لاتحاد القوى الشعبية اليمنية. ناضل من أجل القضايا القومية والإسلامية، وكان له موقف مشهود من القضية الفلسطينية، وهو ما عبر عنه في كتاباته وشعره.

عُرف الوزير بمنهجه القرآني في الفكر والسياسة، حيث دعا إلى “الشورى في الأمر، العدل في المال، والخير في الأرض” كأسس للدولة العادلة التي تُحرر الشعب من التبعية والاستبداد. وقد تجسدت هذه المبادئ في مؤلفاته ومحاضراته التي أثرت الفكر العربي والإسلامي.

كان الوزير وشقيقه إبراهيم من الشخصيات البارزة في النهضة الفكرية والسياسية في اليمن، حيث حملا على عاتقيهما مهمة استنهاض الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية. وقد أدى الأخوان الوزير هذه الأمانة بإخلاص، مُقدمين إسهامات فكرية وأدبية قيمة، ومُحاولين إعادة الأمة إلى المنهج القرآني والسنن الكونية.

تُعد حياة قاسم بن علي الوزير مصدر إلهام للكثيرين، فقد كانت حياته حافلة بالأحداث والتحولات الدراماتيكية التي أثرت في الوطن والأمة. ورغم رحيله، إلا أن إرثه الثقافي والفكري لا يزال حيًا ومؤثرًا في الأجيال الجديدة، وتُعتبر كتاباته وأشعاره جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي اليمني والعربي.