يبدأ هذا العدد بما كتبه الدكتور الأديب الكبير والشاعر الناقد، “عبد العزيز المقالح” عن “مجموعات شعرية”، لصديقه الشاعر الأديب الناقد الكبير “قاسم بن علي الوزير”، ويلتقي الشاعران الكبيران في مسار متناغم منذ تعارفا منذ زمن بعيد، فكلاهما أبناء “الثورة الدستورية، وكلاهما ناضلا منذ شبابهما الباكر، وكلاهما شاعران كبيران، وناثران مترسلان، وأديبان محللان، وكما يقال لا يفهم الشاعر إلا الشاعر، ولا الناقد إلا الناقد، والشاعر الذي تغنى بـ”ما ليس معقولا ولا مقبولا” في مجريات السياسة هو نفسه الشاعر الذي يتغنى نثرا بـ”ما ليس معقولا ولا مقبولا” في الشعر، ولهذا فإن لمقال الدكتور “المقالح”- رغم إيجازه- مذاقًا خاصًّا، وميزته أنه يتحدث بمعرفة عمن يعرف ظرفا ونشأة وتاريخا معاصرا، وثباتا في الرؤية، ووقوفا مع المعتقد، ومن ثم فشاعرنا يتناول ديوان صديقه عن قرب، ويتحدث عنه بمعرفة، وإذ نقرؤه نقرأ فصلًا من المعرفة التامة عن شخصية الشاعر بكل أبعادها، ومن الناحية الفنية فإننا لم نقرأ في هذا المقال شعر “قاسم الوزير” فقط، بل نقرأ شعر “المقالح” فوق صفحات ديوان “مجموعات شعرية”. وتدفقا فكلاهما بحر.