مقالات العدد السابق

مقالات المسار

وفي الختام - وختامه مسك- تقدم "المسار" "حلم أبي القاسم" للمرحوم الشاعر الأديب "إسماعيل الوريث" نور الله ضريحه، مع بعض مقالات كان قد دفع بها قبيل رحيله، إلى "المسار" لنشرها تباعًا، فعسى أن يتحقق حلم أبي القاسم في أوطاننا المهيضة الجناح؛ فتمرع بالعدل والمساواة والحرية.
يستكمل هذا المقال أبحاثا سابقة، تهدف إلى صب الماء على حرائق التكفير المذهبي التي تعدت الفرقة المذهبية إلى تحطيم جسور التواصل ومنع التلاقح بين الأفكار الإسلامية والإنسانية معًا. واختيار الكاتب «الإسماعيلية» ضمن سلسلة مقالات، لأنها تعرضت لحملات تكفير وارهاب فكري أكثر من غيرها، أدى إلى طمس الإرث الحضاري الذي خلفته على مدى عقود من الزمن.
يبين الأستاذ محمد عزان جانبًا من "أثر الصراع المذهبي في رواية الحديث النبوي الشريف" وكيف أدى إلى التلاعب بالأحاديث النبوية؛ إما باختلاقها أو الاضافة إليها أو حذف ما هو منها أو تحريفها بإعادة صياغتها، فضلا عن تكلف التفسير والتأويل، كل ذلك لتقوي موقف هذا أو شجب موقف الآخر، أو خدمة سياسة حكام وقمع معارض، وهذا كان له أثر مدمر على بنيان الحضارة الإسلامية.
هذه دراسة عن الصراع في "تركيا" بين جناحين إسلاميين كشف فيها ما يدور خلف وأمام "الكواليس"، ومن المعلوم أن ما يجري بين العدالة والخدمة ،والافتتان والفتنة قد نكد الحياة الاجتماعية، وأضعف ما كان يفترض من "تركيا" أن تقوم به في "مثلث القوة" بسبب اندفاعها غير المدروس في علاقاتها الخارجية ،وأفقدها القدرة على لعب دور متميز.
وقدم الأستاذ الباحث "عبد الله صالح القيسي" بحثًا ممتعًا، قاس من خلاله "الإسراء والمعراج التأصيل قبل التأويل" بميزان المتبصر، وتحليل المؤرخ ،وبناه على ما عثر عليه من صحيح الوقائع، وصواب الاستنتاج، وميزته أنه جاء بجديد على غير ما تعود الناس عليه، وداروا حوله، واختلفوا في وقائعه وتأويله ،وكما هو معروف ومألوف أن لكل جديد صيحة موقظة وموجعة معًا، وأنه لهذا السبب وككل جديد سيلقى ترحيبًا من المنصفين، ورفضًا من الجامدين، وتلك ضريبة المصححين.
مارك س. فاجنر، أكاديمي متخصص في الدراسات الإسلامية والأدب العربي، مع اهتمام خاص بالشعر الحُمَيْني اليمني، وهو نوع من الشعر الشعبي اليمني. حصل على درجة الدكتوراه من جامعة كولومبيا، حيث ركزت أطروحته على دراسة هذا النوع من الشعر. حاليًا، يعمل كأستاذ مساعد في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة نيو سكول في نيويورك. نشر مقالات متعددة في مجلات أكاديمية تناولت موضوعات مثل التصوف الإسلامي والأدب الشعبي في العالم العربي.
في مطلع هذا المقال يشير الأستاذ قاسم الوزير أنه حصره في ثلاث مجالات رئيسية، أولها: بيان المقصود بمصطلحي "الحضارة" و"الغرب". ثانيها: العلاقات المتبادلة بين الحضارات: هل هي مكملة لبعضها أم متضادة؟ وهل علاقتنا مع حضارة الغرب أم معه كمستعمر وقوة مهيمنة؟ وثالثها: بيان موقفنا من الحضارة الغربية. ثم أخذ يحلق في فضاء الأفكار والتجارب، للبحث عن مصدر للضوء يؤدي إلى توحيد بعض المفاهيم على مستوى فكري عربي أوسع.
يتحدث عن جيلان وديلمان بعد ضعف الدولة الزيدية هناك، بسبب الخلاف المذهبي داخل الزيدية نفسها في تلك الفترة، فالخلافات بين الناصرية والقاسمية قد كانت سببًا من أسباب إذكاء الصراع، وإنهاك الدولة الزيدية المتهاوية. وهذا يساعداننا على تفهم أضرار الخلافات على وحدة أي كتلة كبيرة كانت أو صغيرة؛ داخل أي مذهب ومع المذاهب الأخرى.
وأخيرًا نختم هذا العدد ببعض وثائق الخارجية البريطانية لعام 1904م والتي ترصد أحداثا هامة من تاريخ الصراع بين القوى السياسية في اليمن، يمكن من خلالها استخلاص العبر وطبيعة توجه تلك الصراعات وكيف كان الاستعمار البريطاني والوجود التركي يديران شؤونهما ويتعاملان مع الحراك الشعبي اليمني. راجين العفو عن أي تقصير. ووعدًا علينا أن نظل على العهد سائرين.