مقالات العدد السابق

مقالات المسار

يدخلنا هذا المقال عالمًا جميلًا حزيناً نسمع منه ترجيع الشجي التائه في أعذب تلحين، ونرى الدموع الذائبة في أحلى صورة بيانية، ونصغي إلى نبضات القلوب الراحلة، وهي تحدو بأغاني البين، وأناشيد الفراق، فنسمع وآهات حنين تتردد مأخوذون بشجي النشيد، وحزن الإيقاع، في لذة لا يعرفها إلا من يتغنى بها في مجاهل الغربة وصحاري الشتات.
نلقى بحث الدكتورة "رضية علي محمد شمسان" في رحلتها مع "المخاوف الشائعة عند أطفال الشوارع"، وهل هناك ما هو أسعد من إغاثة طفل يتعذب؟ وهل هناك أقدر من المرأة على تتبع تأثير المخاوف على الطفل؟ إنها طبيعة الأمومة الحانية التي لا يملكها سواها وبها تتلمس كل مشاعر وأحاسيس الطفولة البريئة والمذعورة ،من أجل القضاء على أسباب الخوف من الجذور، فهذه المعاناة وغيرها إن لم تعالج فستنمو بنموه ويكون نموها مثقلًا بالرعب أو العنف، و سيصبح المستقبل سعيدًا أو شقيًّا. من هنا ندرك أهمية هذا البحث الهادف إلى بناء الإنسان ليتمكن من بناء المستقبل الرغيد. من هنا من الطفولة تبدأ رحلة الحياة. والله المعين على اجتياز هذه المرحلة الصعبة.
يتحدث عن جيلان وديلمان بعد ضعف الدولة الزيدية هناك، بسبب الخلاف المذهبي داخل الزيدية نفسها في تلك الفترة، فالخلافات بين الناصرية والقاسمية قد كانت سببًا من أسباب إذكاء الصراع، وإنهاك الدولة الزيدية المتهاوية. وهذا يساعداننا على تفهم أضرار الخلافات على وحدة أي كتلة كبيرة كانت أو صغيرة؛ داخل أي مذهب ومع المذاهب الأخرى.
وأخيرًا نختم هذا العدد ببعض وثائق الخارجية البريطانية لعام 1904م والتي ترصد أحداثا هامة من تاريخ الصراع بين القوى السياسية في اليمن، يمكن من خلالها استخلاص العبر وطبيعة توجه تلك الصراعات وكيف كان الاستعمار البريطاني والوجود التركي يديران شؤونهما ويتعاملان مع الحراك الشعبي اليمني. راجين العفو عن أي تقصير. ووعدًا علينا أن نظل على العهد سائرين.