مقالات العدد السابق
قدم الأستاذ المحقق عبد الله السريحي، دراسة تاريخية عن جانب من تاريخ علاء الدين خوارزم شاه، أبرز فيها صورًا من مغامراته وحروبه، خصوصًا ما دون الرحالة المؤرخ يا قوت الحموي في كتاب (معجم البلدان)، فكان درسًا مفيدًا في استقراء وقائع التاريخ، وأخذ العبرة التي تدل دلالة حاسمة أن انتصار القوة وحدها يصيب قائدها بالغرور والكبرياء، فيلويان به ليًا، ويسقطانه من عَلِيّ.
بهذا المقال اقتحم الأستاذ زيد بن علي الوزير لجة التاريخ وفتش في زواياه، حتى عاد ببحث رصين، جمع فيه بين السرد والتحقيق والتحليل، وكشف عن جانب من الحقائق الضائعة بين ركام التعصبات، من خلال دراسة الوقائع التاريخية وتقويمها، بعيدًا عن الشخصنة وانتقاء الوقائع وتأويلها لخدمة الأهواء، معتبرا انتقاء الأحداث وإغفال أخري؛ جناية أخلاقية وجريمة أدبية.
كتب الأستاذ علي مغربي الأهدل، عن «اليمن.. مفهوم التسمية ودلالتها؛ قراءة في الخلفية التاريخية»، فتناول الصيغة اللفظية للاسم، ثم تطرق إلى المسمى وارتباطه بثقافة المكان، وختم بالحديث عن تطور التسمية عبر التاريخ والثقافات. وهذا البحث كسائر البحوث يُختلف عليه، لكن ذلك موضوع آخر، ولكن مما لا شك فيه عندي، أنها كانت مستوفاة شروط البحث والتدقيق.
قدم الأستاذ أحمد مثنى، عرضًا عن حياة وأدب الشاعر إبراهيم صادق الذي ظل يحاول أن يغادر حاضره إلى المستقبل المنشود، فتناول الكاتب تاريخه الدراسي، وجانبًا من شعره الشعبي، وكيف كان مدافعًا عن الحقوق والحريات في وجه الاستبداد، مهتمًا بتعزيز قيم الولاء الوطني والإيمان المطلق بالشعب والثورة، ومناهضة المناطقية، والمذهبية، والعشائرية، والسلالية. لقد توفق الكاتب في هذه الجولة الأدبية.
عن «مقاصد الشريعة.. مرجعية القيم وبوصلة الأحكام»، تحدث د. عبد الله القيسي عن نشأة المدارس المقاصدية وأبرز ما يميز بعضها عن بعض، وكيف تطورت. وهي محاور مهمة لدراسة مقاصد الشريعة وحل كثير من القضايا المتشابكة التي تدور النصوص في فلكها، وهي غايات الشريعة، وبها يتبين إطارها العام، وتتضح الصورة الشاملة للأحكام.
مقال للدكتور "ديفيد ستيفان باورز" تضمن دراسة لمسألة «نسخ آيتي الوصية بين النفي والإثبات»، تطرق فيه إلى ما أثير من جدل حولها، مبينًا اتجاهات المذاهب الإسلامية في ذلك، وأدلة لكل منهم. وتطرق للحديث عن فقه الميراث في عصر النبوة. وختم باستعراض آراء المذاهب في الوصية والميراث. كل ذلك في بحث موضوعي أحاط به من مختلف جوانبه.
Written in this section by: Najiyah Qassim Alwazir Abdulwahab Alkebsi Arab Al-Hewar Center They addressed aspects of his life, biography, intellectual, and humanitarian contributions
ومن التاريخ القديم إلى التاريخ المعاصر وبالتحديد إلى 19 ربيع الأول 1322ه/3 يونيو 1904م، حيث جرت خلاله أحداث جسام، توفي الإمام المنصور، وتولى ابنه الإمام المتوكل الإمامة، وفي خلال سنة تمكن من دخول صنعاء منتصراً في 23 ربيع الأول 1323ه، 28 مايو 1905م، لكن ما لبث أن أخرجه منها المشير "أحمد فيضي" في 30 جمادى الأخرة 1323ه/1سبتمبر1905م، ثم كانت معركة "شهارة" التاريخية وهزيمة العثمانيين فيها في 5 شوال1323ه/3ديسمبر 1905. هذه الأحداث الجسام التي وقعت في عام وربع العام، تولت الوثائق البريطانية إيضاح تفصيلات لا توجد في مؤلف يمني، ولم يتناولها قلم معاصر، وبهذا تكون الوثائق البريطانية قد قدمت أخبار الجانب المخفي من تاريخ هذه الفترة.
يتناول الجزء الرابع عشر من وثائق الخارجية البريطانية عن أحداث وقعت ما بين أواخر أغسطس من عام 1906 إلى أكتوبر من نفس العام، وتتضمن: أخبارًا عن التنافس البريطاني العثماني في اليمن، ومراسلات واتصالات شريف مكة مع اليمن، وشيئا من مراسلات للإمام يحيى حميد الدين الى بعض سلاطين الجنوب.
يتناول هذا الجزء من الوثائق البريطانية أحداثا وقعت بين إبريل إلى يوليو من عام 1906، وتتضمن: رسالة للإمام يحيى، والعمليات العسكرية، وتمرد الجيش العثماني على المشير فيضي، وعن معاهدة بريطانيا مع يافع العليا، وأخبار عن الأوضاع في الحديدة والمناطق الجنوبية المحتلة.
يتناول هذا الجزء من وثائق الخارجية البريطانية أحداث شهر مارس 1906م، التي أضافت إلى التاريخ المكشوف تاريخًا لبث سرًّا مكتومًا في الدوائر البريطانية، التي كانت تقيم عليه سياستهم الاحتلالية، فهي ترينا كيف تعامل البريطانيون مع الشمال اليمني، فتلك الوثائق هي بمثابة كشف للسياسة البريطانية وطريقة تعاملهم. ومن هنا تأتي أهميتها. والله من وراء القصد.
وختام المسارات، مقال للدكتورة «جين هاثواي»، عن «العثمانيين وتجارة البن في اليمن»، بترجمة الأستاذ «ربيع طالب مهدي ردمان». أفاد المقال إلى أنه كان للبن دور مهم للوجود العثماني الأول في اليمن، وأنه كان لها بمثابة البَرَكة واللعنة معاً، واسترسلت في ذكر أنشطتهم التجارية في البن اليمني إلى زمن متأخر.