أصل في نهاية الحديث عن المقالات إلى مقال الأستاذ محمد عبد الله الفسيّل الذي كتبه تحت عنوان «لمحات خاطفة عن ثورة 48 الدستورية»، وقد تعمّدت أن يكون ختام هذه القراءة مقاله عملاً بالقول السائر «ختامه مسك»، والمعروف عن الأستاذ الفسيل أنه مجادل عنيد، يثير الحوار الساخن في كل حين، أثاره في عدن، وأثاره في «سجن قاهرة حجة»، وأثاره في «مركز الدراسات والبحوث اليمني»، وهو في الوقت نفسه يتقبل ما يُكال له بعنف بانفتاح، وهذه ميزة نقدّرها له، إيماناً منّا بحق حرية الرأي المخالف، وبنفس المستوى إيماناً بحق التصحيح والتوضيح، ولهذا نشرنا كل المحاضرات والمقالات على ما هي عليه، ولم نعترض علىّ أي منهما، وتُرِكَت أراءها لمن يقرأها، ولمقالٍ خصّصته لقراءتها وهو هذا الذي أكتبه، ثم إن «مجلة المسار» على استعداد لنشر أي مقال يقوّم هذا المقال، لأن المراد هو المزيد من التوضيحات وإلقاء أشعة جديدة على جوانب مظلمة، وهو بعد ذلك حوار بين أصدقاء فكر يبتغي الوصول إلى الحقائق.
كان الصديق الأستاذ محمد الفسيل في مقاله محدّداً هدفه من مقاله، وأنه ليس بحثاً موضوعياً وإنما هو لمحات سريعة، ولأنها لمحات، فقد يكون من المفيد توسيع المختص بإضافات تكميلية من أجل اكتمال الصورة، واستكمالاً للفائدة، وتوضيحاً للغائم منها، ومزيداً من النقاش بقصد الإثراء.