من خلال هذا المقال الشيِّق الذي جمع بين الدين والفلسفة والأساطير، حلَّق فيه الكاتب بجناحين قويين في عالمٍ غير مرئي، لبث يتابعه في عالمٍ واسع منذ نشأته الأولى حتى اليوم، وكما يقول البرفيسور «لا يزال ملف عالم الشيطان بغرائبه وقصصه الأسطورية مفتوحاً منذ اللحظات الأولى لخلق الإنسان، ورغم ظهور الدين الحق، وتقدُّم العلم وتطور الفكر الفلسفي، فإنَّ الإنسان لا يزال متخبطاً – على مدى التاريخ، وإلى اللحظة الحاضرة – في فهم عالم الشيطان المثير، وفي كيفية التعامل مع إبليس ومختلف صور الشيطان وتجسداته السفلية»!
وقد ألمَّ البروفيسور في حديثه بموضوع فلسفي معقَّد، فتعرض لـمشكلة الشر، وضرب فيه بقلم عَالم، وطاف في الأفاق الرحاب منذ النشأة الأولى منذ صورة الشر مع أبي البشر آدم عليه السلام، وعن الجن والشياطين في الأدب العربي القديم، وعن الشيطان في الحضارات القديمة، وعن الشيطان عند اليهود، وعن المسطورات السحرية المكتوبة بالقلم المسماري عند الآشوريين، وعن الشيطان والكونفوشيوسية، وعن بوذا وانتصاره على الشيطان، وعن الشيطان عند الأفريقيين، وعن الشيطان في الثقافة الغربية، وعن التصور الفلسفي للشيطان في العصر الحديث، وعن شرقنة الشيطان، وعن الإسلام والمسلمين في التاريخ، ثم عن نظرية موت الشيطان، وعن عبادة الشيطان والحداثة، وعن الشيطان والرؤية الإسلامية، وأخيراً ختم طوافه الكبير بـالمواجهة القديمة المتجددة.