وقريب من حديث الشعر مقال الأستاذ الفاضل: إبراهيم بن محمد زايد عن والده «ابن زايد المقري الصنعاني، وجهوده في علم القراءات». وكلمة المقرئ تعني شهادة على إتقان القراءات السبع، ويوصف من أتقنها بـ«الحافظ» لتوسعه في (علوم القرآن)، وهذا يعني قدرته على فهم كلمات (القرآن) حسب وقته وعلى معرفة بلاغته، ومن ثم فهو يملك مدخراً من اللغة يمكنه من قراءة الأدب والشعر.
وكما هو معروف فاليمنيون بخاصة في الشمال يقرؤون (القرآن الكريم) على أسلوب نافع بن عبد الرحمن بن أبي نُعيم الليثي الكناني (ت169هـ/85-786م)، ومنهم هذا الشيخ الجليل الذي نال شهادة علماء كبار كشيخه العلامة: علي بن أحمد السُّدمي (ت1364هـ/1945م)، وكشيخه: علي بن أحمد الشرفي (ت1319هـ/1901م)، وأثنى عليه المؤرخ: محمد زبارة (ت16 الحجة 1380هـ/ 1 يناير 1961م) في «لاميته»، كما أثنى عليه تلميذه العلامة: علي بن عبد الله الطائفي (ت1390هـ/1970م)، مما يدل على أنه كان مشهور الفضل.
وقد ترك مصنفات في علم القراءات، توزعت ما بين شروح للمنظومات المشهورة وتعليق عليها، أو نظم المتون وشرحها. ويقول الكاتب الفاضل إنه نفسه لم يطلع على كتابه «شرح العقيلة» للإمام الشاطبي و«رحيق الأزهار». أما بقية كتبه فقد توسع في شرحها كما ستقرأه في هذا المقال.
إن «مجلة المسار» لتشجع الكتابة عن الغائم من التاريخ، لكي تكون صورة الماضي والحاضر حاضرة بما فيها من إيجاب وسلب، ولعل هذا المقال يفتح الباب لدراسة هذا العلم المكنون الذي لم ينل حقه من البحث، وأرجو أن هذه المقال يكون رائداً لأبحاث فيه جديدة.