نقرأ في هذا المقال بحثاً، كتبه الأستاذ الباحث “علي مغربي الاهدل” تحت عنوان الآراميّون في مهدهم القديم، وقد اخترت أن أجعله خاتمة هذا العدد لأن ختامه مسك، ثم إنه بحث لأهميته قد يثير نقاشاً صاخباً كأيِّ جديدٍ يتناقض مع طرح قديم، أو استخراج جديد لم يتطرّق اليه أحد، ومن ثم سوف يستقبله البعض بداية مشوار جديد لإثبات وجود غائب، وقد يرفضه البعض، هو يشبه إلى حدٍّ مّا كتاب الدكتور “كمال سليمان صليبي” : التوراة جاءت من الجزيرة العربية، من حيث استخدامه تشابه المسميات اللغوية بين أسماء “عسير” وأخبار “التوراة”، مستدلاً ببعض الحفريات والمسميات، فلقي من أمره عنتاً، ومع الفارق بينهما فصديقنا “الأهدل” لم يناقض ما تعارف عليه الناس، بل سيجد عضداً من القائلين بأن “اليمن” هو ينبوع “الهجرات العربية” إلى أعالي الشمال منذ أزمنة قديمة، فكاتبنا من هذه الناحية لن يجد ارتداداً غاضباً لما ذهب اليه، ولكنه سيحتاج إلى المزيد من الاثبات، إذ أن المقارنة بالأسماء والآثار لا تكفي لإثبات ما ذهب إليه، لكنها الخطوة الأولى في الطريق الطويل.
لقد فتح باباً عليه المُضيّ في دروبه حتى يصل إلى غايته، ويبدو لي أنه قادر عليه، والحق يقال -والفضل له- أنه أول من اقتحم مغلقاً، وكسر أقفالاً، وسيكون له فضل الريادة في هذا الباب. كما أنه استطاع بأسلوب سهل عرض أفكاره وتناول شاهقاته.