تكملة الجزء الأول الذي سبق نشره في العدد الماضي عن مفردات اللهجة التهامية التي لها أصل في ألفاظ القرآن الكريم. كتبها الأستاذ علي مغربي الأهدل. وضمَّنها معجمًا جمع فيه ما رأى أنه من ذلك القبيل، مبينا حالات اشتقاقاتها وارتباطها بالمعنى الحسي، وكيف ينطقها الناس ويستعملونها.

علي مغربي الأهدل

آتي الآن إلى مقال آخر ذي نفع وفائدة، وهو مقال الأستاذ علي مغربي الأهدل حول «اللهجة التهامية في مفردات القرآن، دراسة لغوية تحليلية»، وهو استكمال لما سبق نشره في مجلة «المسار»، وتناول فيه ثلاثة محاور، الأول: تكملة المفردات من حرف الراء. والثاني: تحليل بعض الألفاظ الفصيحة. والثالث: ألفاظ اللهجة التهامية، إسهامًا منه «في استخلاص شيء من قوانين اللهجات، وكشف العلاقات بين الأصول اللغوية واللهجة الدارجة في تهامة اليمن».

ولا شك أن هذا المقال وما سبقه سيثير كثيرًا من الجدل والنقاش، وخير الكلام ما أثار، لأنه يتولد منه حديث خصب ممتع. وقد يقال لو أن الكاتب عكس عنوانه فسماه: «القرآن وتأثيره على اللهجة التهامية»، لربما كان أصوب، لكن الوصول إلى الحقيقة يجري حول فهم قدم هذه الكلمات، وهل كانت موجودة قبل فجر الإسلام أم لا، فإن كانت كذلك فتسمية المقال يعكس دلالته، وإن لم يكن فتأثير القرآن الكريم في اللهجة التهامية يتعزز، بخاصة وهم أهل حكمة كما وصفهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، عندما أقبلوا إليه مسلمين، فقال فيهم: «أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبًا وأرق أفئدة الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية». وقد تحدثت عن هذا المقال في العدد السابق، فلا حاجة لتكرار ما سبق قوله.