المؤسسات الثقافية العربية البنى الهيكلية والتحديات

تناول الأستاذ «محمد عبد السلام منصور» الحديث عن «المؤسسات الثقافية العربية، البنى الهيكلية والتحديات» ومدى قدرتها على استيعاب تحديات المستقبل وكفاءتها في التعامل مع التحديات بعيداً عن تأثير القطرية التي أثقلتها لعقود.

تحدث الأستاذ الكاتب الأديب «محمد عبد السلام منصور» عن «المؤسسات الثقافية العربية.. البنى الهيكلية والتحديات» ومنذ البدء حددّ هدفه فقال: «الحديث عن البنية الهيكلية للمؤسسات الثقافية والإعلامية العربية والنظر في مدى قدرتها على استيعاب تحديات المستقبل ومستوى كفاءتها في التعامل مع هذ التحديات تعاملا حضاريا معاصراً، يقتضي منا أولا أن نضع تصورا شاملاً لجميع المؤسسات المعنية بالعمل الثقافي والإعلامي».

وفي ظل هذا التحديد سار في بحثه ثابت الخطى، وجميل أن يقدم بحثه هذا في هذا الوقت الذي تنوء فيه الثقافة العربية الخلاقة تحت مناخ غائم من ناحية، ولما للثقافة من أهمية كبرى في بناء حضارة ماٍّ من ناحية ثانية، ونحن نعرف أنّ الثقافة بجدح ذاتها مرآة كبيرة ترى شعوبها مستواها فيها، وترى ما فيها من نقصٍ فتكمله، وما فيها من كمالٍ فتزيده، وكذاك يرى فيها الآخرون درجة رقيها فتكبرها، أو تهملها. فالأستاذ ببحثه هذا يتحدث عن أحد أهم المواضيع المعاصرة، التي إن لم تأخذ حظها من التطور فستظل تقتات ذاتها.

وإذا ألقينا نظرة على الثقافة العربية في هذا الزمن نجدها ليست في مستواها المطلوب مع الأسف مع أنها من أهم مرادم الحضارة، وبالقياس بــالعلوم والتكنولوجيا -ذات الأهمية القصوى في تطور الحضارة وبقائها- فإن حقل الاهتمام الرسمي بـالثقافة العربية يفوق اهتمامها بـالعلوم والتكنولوجيا.. فعسى أن يوقظ مقال الأستاذ محمد عبد السلام منصور أقلام النخبة لتكون ضمن مطالبهم الإصلاحية، والعمل من أجلها، وعلى نفس المستوى من المطالبة بـالديمقراطية والمساوة وحرية المعتقد الخ؛ لأن الحضارة كـالديمقراطية – منظومة واحدة ذات مرافق متعددة لابد من تكاملها.