استكمالا لما بداته الكاتبة في العدد السابق تناولت في هذا المقا الحديث عن التناص ومن خلال طوافها على أراء النقاد الغربيين ومن خلال تقسيمها التناص إلى اقتباسي، وإحالي، وإيحائي خلصت إلى القول «إنَّ التناص تقنية فعَّالة في فهم النص وتحليله من خلال تفاعل النصوص فيما بينها» و«أنَّ الخطاب الشعري لإسماعيل المقري يزخر بالتقاطع النصي مع نصوص أُخَرْ، نجده محكوماً بطابع كلاسيكي تقليدي كما هو الشأن في تلك الفترة». وأنَّ «اللغة الدينية تتمتع بتأثير وحضور في الوعي الجمعي»، و«أنَّ النص القرآني شكَّل مكوناً جوهرياً من مكونات الخطاب الشـعري لدى المقري، حيث استثمر مفردات “القرآن الكريم” ودلالتها ووظفها في النص الشعري محملة بدلالات تنسجم مع النص الشعري وفق رؤياه الذاتية».
وبعد أن تُلم بهذا النص في حالة تطبيقه تتحول إلى التناص الإحالي، وتعرفه بأنه «الفهم العميق وإمعان النظر فيما تختزله مضامين التناص المكثفة، وملاحظة العلاقة بين النص الحاضر والنص الغائب من خلال إحالة التركيب أو المفردة للنص الغائب» وتمضي فتطبِّق عليه ما طبقته مع سالفه، ثم تتناول التناص الإيحائي، الذي يعتمد على الإيماء دون التصريح، والمعنى دون اللفظ. وكما عملت مع الأولين طبقت الثالث على نصوص من شعر المقري.