نحو مقال الآنسة الأديبة “أميرة زيدان” «صورة المرأة والرجل في الرواية النسائية اليمنية»، وهو مقالٌ حافلٌ استعرضت فيه صورة المرأة من جهات عدة، فاستكملت الصورةُ ألوانها وظلالها -من خلال مراجع مختلفة- بريشة مصورة واقعية ومنصفة، وفي الوقت نفسه تملك الشجاعة العقلية والفنية في حديثها وأبعاد حديثها. كما أنَّ المقال لم يقتصر على صورة المرأة في الرواية النسائية، بل عكس بوضوح صورة جانب من المجتمع اليمني بعاداته وتقاليده وتديُّنه.
تلك كانت بعض انطباعاتي عن المقال عندما استكملتُ قراءته، وأعجبتُ به، وأعترف أنني لستُ محيطاً بكثيرٍ من تلك الروايات بسبب بعدي عن الوطن العزيز، ومن ثمَّ فلا أستطيع أن أدلي برأيٍ في هذه القصة أو تلك، أو حكمٍ في هذه الرواية أو تلك، ولكني أقول إني قرأت المقال فاستفدت منه، وشوَّقني إلى قراءة مراجعه حتى أتمكن من استيعاب الغايات والأهداف، وأكوِّن لنفسي رأياً أستطيع أن أبثُّه بين الناس. غير أني مُلزَمٌ هنا بالإشادة باليقظة النسائية الرائعة في كلِّ المجالات، إذ لم يعد ثمَّة حقلٍ أدبي، أو اجتماعي، أو سياسي، أو اقتصادي، أو زراعي، أو طبِّي، إلَّا ولهن حضورٌ قوىٌّ وتقدُّمٌ ملموس. والحق أنَّ المتابع لليقظة النسائية ينبهر بسرعة تقدُّم النساء المعرفي، ومساجلتها الرجل -بعد ركود طويل واجهها- في كل تلك الحقول، وتفوُّقها في بعضها، بحيث يمكن القول الآن إنه نَبَتَ “لليمن” الجناح الموازي مما يسمح لها أن تطير إلى الآفاق العالية، محلِّقة بجناحين متساويين.