كتاب «الجزائر الثائرة» نقد طبعات الكتاب

وتحت عنوان «كتاب (الجزائر الثائرة).. قراءة نقدية لطبعات الكتاب»، كتب الدكتور ”أيت بعزيز عبد النور“، عن أهم أثر مكتوب تركه الأستاذ الفضيل الورتلاني، فكشف عن ما جرى للكتاب من بخس وتحريف ونحو ذلك مما تتعرض له كثير الكتب من جنايات آثمة.

والآن إلى ضميمة أخرى أقدم فيها مقال «كتاب (الجزائر الثائرة).. قراءة نقدية لطبعات الكتاب»، للدكتور ”أيت بعزيز عبد النور“، وقد وضع الدكتور إطاراً لمقاله قال فيه: «يتناول هذا المقال أهم أثر مكتوب تركه الأستاذ الفضيل الورتلاني، وهو كتاب الجزائر الثائرة الذي طبع مرتين في لبنان ومرتين في الجزائر، من حيث المضمون والمحتوى، ومقارنة الطبعات الأولى مع الطبعات الأخيرة، من زاوية نقدية، ويطرح إشكالية رئيسية تتفرّع عنها عدة إشكاليات فرعية، تتمثّل في النقاط التالية:

مدى صحة الاعتقاد السّائد بأن الكتاب المذكور هو كل ما تركه الورتلاني، وأن ما نشر فيه ينسب إليه كلّه، وكتبه وأعدّه للنشر، ومدى مطابقة مضمون طبعات الجزائر مع محتوى طبعات لبنان، وهل حظي الكتاب بالدراسة والتحليل والمناقشة والتعليق الكافي، وما هي المقترحات التي يمكن للباحث والدّارس المتخصّص اليوم أن يقترحها، قصد جعل هذا الكتاب صورة ومرآة تعكس مستوى ومكانة وقيمة صاحبه».

وأهمية هذا البحث أنه يقيم موازين القسط للطابعين والمشرفين، وما جرى للكتاب عادة هو ما يجري لكثير منها في ساعة التضييق الفكري والإرهاب السياسي، ويتمثل في الاسم المستعار، والقص والمداراة تبعاً للحالة الراهنة.

ومن ذلك ما جرى لكتاب العدالة الاجتماعية للشهيد سيد قطب، فقد كتب فيه ما معناه أن الضربة القاسية أن علياً لم يأتِ من بعد عمر، فما كان من المشرفين عليه بعد استشهاده إلا أن محوا تلك الجملة مسايرة للحس المذهبي المساير. وكمثل تغيير عنوان كتاب الأستاذ عباس العقاد من «عثمان بن عفان ذو النورين» إلى «عبقرية عثمان»، مع أن العقاد ذكر في المقدمة أن عثمان لم يكن عبقرياً. ولهذا أعتبر مقال الدكتور ”أيت بعزيز“ درساً مفيداً للطابعين والمشرفين على السواء. وفي رأيي أنه ما لم يكن التغيير أو الإضافة أو المحو بموافقة المؤلف فهو نوع من الاستلاب الأثيم.