مقالات العدد السابق

مقالات المسار

رحل "جمال البنا" فرحل معه الفكر الحر، ورحلت معه الشجاعة العقلية، وخلت الساحة من فارس باسل، عزَّ له النظير. لقد ترجَّل "جمال"عن فرسه بعد نضال طويل، وأغمد قلمه، وتوارى عن الناس في جدثه المنير، ولكن صَدى قلمه القاصف سوف يظل زمنًا طويلًا يضيئ - بأفكاره الإصلاحية، وآرائه الجريئة الصادمة- مناخًا تكتنفه السحب السوداء، وتخيم عليه العتمة المظلمة، وسيظل يواصل شعاعه حتى يضيء الآفاق المغلقة بنور ربه وعقله. وأنا على يقين أن دعواته المبرورة، ونداءه المشكور ستشكل أفقًا متميزًا واسعًا سيظل يتوسع حتى يشكل مساحات واسعة. لقد فتح بابًا لن يغلق.
يستنطق مقال الدكتور (Alessio Agostini) الآثار اليمنية في ما تحكيه عن بلاد الرافدين، ليكشف بذلك ملامح العلاقات بين حضارتين من أروع الحضارات القديمة، وركز على الحديث عن العصر الآشوري، والنقوش والآثار اليمنية التي تتحدث عن بلاد الرافدين، مبينًا طبيعة الصلة والتواصل بين الحضارتين.
عن مسأله الوصية بأكثر من ثلث التركة، ونقاش ما قيل عن ذلك كتب الأستاذان الدكتوران: «بافل بافلوفيتش» و«ديفيد ستيفان باورز»، هذا البحث كشفا فيه عن جذور وخلفيات مسألة الميراث بشكل عام، وكيف قدمها القرآن. وتوسعا في دراسة وتحليل متون الرواية وأسانيدها، بحيث أحاطا بالموضوع من شتى جوانبه.
مقال للدكتور "ديفيد ستيفان باورز" تضمن دراسة لمسألة «نسخ آيتي الوصية بين النفي والإثبات»، تطرق فيه إلى ما أثير من جدل حولها، مبينًا اتجاهات المذاهب الإسلامية في ذلك، وأدلة لكل منهم. وتطرق للحديث عن فقه الميراث في عصر النبوة. وختم باستعراض آراء المذاهب في الوصية والميراث. كل ذلك في بحث موضوعي أحاط به من مختلف جوانبه.
الجزء الخامس عشر من الوثائق البريطانية، وهو يوثق لأحداث جرت في أواخر عام 1906م، مثل ما جاء به مندوب الإمام يحيى إلى عدن للمفاوضة في حرب الأتراك، في الوقت الذي وصل فيه وفد من السلطان عبد الحميد لمشاورات الصلح مع الإمام، وسنرى ما تم في وثائق العام التالي، التي ستوضح لنا ما تم من مسعى مندوب الإمام يحيى.