مقالات العدد السابق

مقالات المسار

وفي آخر المقالات كتب الأستاذ الباحث علي مغربي الأهدل تحت عنوان (الآراميّون في مهدهم القديم)، معتبرا اليمن الموطن الأول لتلك الحضارة، باعتباره ينبوع "الهجرات العربية" إلى أعالي الشمال منذ أزمنة قديمة.
في بحثه عن «مساهمة أسرة بني الوزير السياسية والعلمية» جمع رئيس التحرير ما هو متناثر في كثير من كتب التراجم التي صنف بعضها على الأبجدية، فتباعدت زماناً وتفرق مكاناً وانفصلت تاريخاً، وبعضها صنف على الطبقات والحقب التاريخية، فجمع فيه كثيرا من المعومات المبعثرة في مكان واحد، وأولى اهتماما خاصاً بموضوع «المطرفية» ودور الأسرة في الدفاع عنها.
وبدون أي تنسيق كتب الأستاذ عبد الباري طاهر مقالا عن المطرفية في كتاب «تيارات المعتزلة» للدكتور علي محمد زيد، فأحسن الاختيار، وعرضه للقراء فأحسن العرض، وألمَّ بأغراض الكتاب بحيث يخرج القارئ من مقاله وقد ألمَّ بشجونٍ ما لاقت وعانت وكيف وُئدت، وبدون ذنب قتلت.
وفي هذا المقال تناول الدكتور مراد بركات موضوع «إبليس عبر الثقافات والعصور»، وهو حديث جمع بين الدين والفلسفة والأساطير، حيث لا يزال عالم الشيطان بغرائبه وقصصه الأسطورية مفتوحاً، ولا يزال الإنسان متخبطاً في كيفية التعامل مع إبليس ومختلف صور الشيطان وتجسداته السفلية.
في مقالٍ شجاعٍ للأستاذ عبد الله صالح القيسي قدم جانبا من «قراءة في مشكلة الحديث»، خلص فيه إلى أنه تمَّ الخلط بين الحديث والسنة، وبين ما هو قولي وما هو عملي، بعكس ما كان سائداً إلى بداية القرن الثاني الهجري، والذي كان يُطلق "السنة" على الفعل المتكرر و"الحديث" على الكلام.
مارك س. فاجنر، أكاديمي متخصص في الدراسات الإسلامية والأدب العربي، مع اهتمام خاص بالشعر الحُمَيْني اليمني، وهو نوع من الشعر الشعبي اليمني. حصل على درجة الدكتوراه من جامعة كولومبيا، حيث ركزت أطروحته على دراسة هذا النوع من الشعر. حاليًا، يعمل كأستاذ مساعد في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة نيو سكول في نيويورك. نشر مقالات متعددة في مجلات أكاديمية تناولت موضوعات مثل التصوف الإسلامي والأدب الشعبي في العالم العربي.
في مطلع هذا المقال يشير الأستاذ قاسم الوزير أنه حصره في ثلاث مجالات رئيسية، أولها: بيان المقصود بمصطلحي "الحضارة" و"الغرب". ثانيها: العلاقات المتبادلة بين الحضارات: هل هي مكملة لبعضها أم متضادة؟ وهل علاقتنا مع حضارة الغرب أم معه كمستعمر وقوة مهيمنة؟ وثالثها: بيان موقفنا من الحضارة الغربية. ثم أخذ يحلق في فضاء الأفكار والتجارب، للبحث عن مصدر للضوء يؤدي إلى توحيد بعض المفاهيم على مستوى فكري عربي أوسع.
يختم العدد 50 أوراقه بـ "الوثائق البريطانية لعام 1905م" أي عام 1322ه الذي توفي فيه الإمام المنصور "محمد" وبويع الإمام المتوكل "يحيى حميد الدين"، وحول هذا الظرف تدور أخبار الوثائق، بوقائع غير موجودة في التواريخ اليمنية، وتعتبر إضافة جديدة لدارسي تلك الفترة.
رحلة في في ارجاء اليمن قرن من الزمان. وتعد كتب الرحلات من أهم مصادر دراسات المجتمعات، لا لكونها تقدم عرضاً مغرياً، أو صوراً جذابةً، وإنما لكونها تعكس طبيعة المجتمعات كما كانت عليها، وبقدر ما يتمتع به السائح من حس مرهف، وأذن لاقِطة وعين بصيرة، بقدر ما تتسع دائرة رؤية ومساحة الزيارة، وبقدر ما يكون مدى الغياصة في أعماق مجتمع مقفل أو مفتوح.
قدم الأستاذ الدكتور أبو بكر با قادر بحثه عن تاريخ الأسر العربية والإرث في جنوب آسيا، ليصل ما انقطع من تاريخ، ويحيي صفحات كانت مطوية عن حضرموت الحبيبة، وفي مقاله هذا المترجم نسافر معه إلى المهجر فنتعرف على مالم نكن نعرف، ونعود من الرحلة وملء أيدينا زاد علمي طيب، ولا نزال نطلب المزيد ونتأهب لسفر جديد.
"تجنب الربا" مقال للأستاذ ليندا بوكسبرجر، وترجمة البرفسور "أبو بكر باقادر" وكم لدكتورنا من يد سلفت ودينٍ مستحق على "المسار". لقد أعطى الكثير وما زال يعطي بسخاء. وليس سرًّا القول إن "المسار" تدين له بالتعريف عن منطقة حضرموت وشعرائها ومهاجريها وعطائهم، ولن أتكلم عن موضوع ما ترجمه وهل لما بعد ما اختاره من كلام.