عالج الأستاذ العلامة المتمكن “محمد يحيى عزان” في مقاله الممتع «عن المرأة.. هكذا تحدث القرآن» موضع معاناة المرأة عبر تاريخ طويل وما أصابها من ظلم اجتماعي وسياسي وتدييني، وما قدمهّ لها القرآن الكريم من حلول عادلة. وهو موضوع بالغ الأهمية تناوله بجدارة عالم متمكن، وكتبه بإنصاف عادلٍ، وابتعد فيه عن التفريط والافراط، ولأنه عالم مجتهد منصف يسعى لإقامة موازين العدل كما أمر القرآن العادل، وقد ركزّ في بحثه على المخارج القرآنية بشكل رئيسي، وهي مخارج لم يسبقه إليه أحد ولم يلحقه، في إطار من الكرامة والإنسانية، وليس بعد كلام القرآن لإتباعه من كلام، فهو مرجع الأحكام النهائي وما قدم الحلّ القرآني حلَّ به مشكلة تعتّقت في دنان الظلم سنين طوالاً.
«وفي هذه الدراسة نلقي نظرة على ما جاء فيه عن المرأة، وهذا الموضوع لم يعد بكراً فقد طرق بأساليب وطرق شتى وقتل بحثاً ودراسة، ولكنني أحاول أن أقدمه من زاوية مختلفة، انطلق فيها من دراسة النص القرآني ذاته مجرداً عن المؤثرات التاريخية من تفسير اجتماعي ونسق ثقافي، إيماناً مني بأن نصّ القرآن يختلف عن غيره من حيث سلامة النصّ ودقة التعبير وبُعد نظر التشريع ومرونته».
وأشهد أنه بحث جديد من زاوية مختلفة، وأنه فتح الطريق للنساء أن يناضلن خصومهن من منكري الحقوق المتساوية بنفس الأسلحة التي رفعوها، بعد أن أوّلوها حسب مشاريعهم وأهوائهم، وبخداع نطقهم ومكر ألفاظهم، أي بحمل راية الحقوق تحت راية القرآن المجيد نفسه، وتحت عنوان: حيثما تكون المصلحة يكون شرع الله.