اليمن تدين للجزائر، بالشيء الكثير للزعيم “الفضيل الورتلاني” في المجال السياسي، وللفيلسوف “مالك بن نبي” في المجال الفكري، بدون معرفة بالتربة التي أنبتت هذين العملاقين، إلى أن جاء الدكتور الصديق “عبد النور آيت بعزيز”، فبدأ يفتح المنافذ، ويفك الأقفال، فنطل من خلال أبحاثه على معرفة الشعب الكريم، إطلالة المستفيد المتطلع إلى تقارب الوشائج وترابط الصلات.
ركز المقال على “عرض محتوى ومضمون تقارير “السفارة الفرنسية” في “تركيا” من خلال تتبّع ما نشرته الصحافة التركية سنة 1957م [1376هـ] حول موضوع عرض القضية الجزائرية على الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، وهو موضوع شائك للغاية، نظراً لطبيعة العلاقات الودية التي كانت تربط بين تركيا وفرنسا في المجال الاقتصادي والعسكري والتقني، وعضويتهما في الحلف الأطلسي من جهة، وطبيعة العلاقات التاريخية والروابط الدينية بين “تركيا” و”الجزائر” من جهة أخرى”.
ومع أن الموضوع شائك للغاية، ولم تكن “تركيا” قد عادت إلى همومها الإسلامية، إلا أن الدكتور تمكن – برصانة – من تشذيب هذا الشائك، ومكّننا من قراءة فترة كانت فيها “الجزائر” تخوض ثورة مذهلة ضربت بها الأمثال، واستلهمها الأحرار.