يفتش الكتاب عن الأسس المتينة التي من شأنها صيانة الوحدة اليمنية من التفكك، ويرسم تصورًا لمستقبل سياسي يتوافق مع الجمهورية والديمقراطية، يراه ماثلًا في «اللامركزية» التي تحافظ على الوحدة من الانهيار، وتعمل على تثبيت دعائم الحكم وتمنع قيام أي شكل من أشكال التسلط. واسترسل في الحديث عن مزايا اللامركزية التي تُعَدُّ ذروة الأنظمة الحديثة وأفضلها على الإطلاق، بوصفها شرطًا لازمًا من شروط الديمقراطية ومكملًا لها. وناقش العديد من المشاكل الرئيسية القائمة في اليمن، والتي ظلت ولا تزال تعرقل تكامل بناء الدولة.
ناقش الكاتب ما تضمنته مقابلة مع أستاذه الأديب عبد الله البرودني حول الثورة الدستورية (1948م)، بعنوان «عاقبة الاستعجال». حيث قدم توضيحا لكثير من الحقائق الغائبة، إلى جانب تصويب لبعضها، مستندًا في ذلك إلى الوقائع، لا روايات طفت على السطح بدوافع مختلفة أدت – برأي الكاتب – إلى غيوم انعقدت في أفق الثورة وشوهتها، وقادت بالتالي إلى التعتيم على مضامينها وميثاقها الدستوري. وخصص الكاتب فصلًا للتعقيب على مقالين لكل من أستاذه أحمد محمد الشامي، والأستاذ الاكوع، يدوران حول الثورة الدستورية.
يتناول الكتاب طبيعة نظام الحكم في بداية استقرار الدعوة الإسلامية، وكيف قام على التعايش بين مكونات المجتمع. وركز الكاتب على مبدأ مدنية الحكم في الإسلام، ممثلًا بالخلافة الإسلامية كمفهوم لدى المسلمين، ثم تتبّع جذور مدنية الحكم في الخلافة الراشدة، موضحًا المفاهيم الملتبسة لطبيعة الحكم في الإسلام لدى المذاهب الإسلامية والسيكولاريين (العلمانيين)، إلى جانب الانحرافات التي طرأت لاحقًا وأثرت على مسار الإسلام السياسي المدني، وهو ما تجلى في تديين الحكم، الذي وُلد مع الانقلاب على الخلافة الراشدة وقيام الملك العضوض.
هذا كتاب يضم ثماني رسائل حوارية نادرة تتناول الفقه السياسي، خاصة قضية وجوب الإمامة، وما يترتب عليها، كحكم معارضي الإمام ونافي إمامته والمتوقفين عن بيعته. شارك في هذا الحوار أربعة من أبرز علماء الزيدية في القرن التاسع الهجري، وهم: الإمام عز الدين بن الحسن، والعلامة علي بن محمد البكري، والعلامة عبد الله بن محمد النجري، والعلامة صارم الدين إبراهيم الوزير. عرض كل منهم آراءه في هذه المسائل، ودافع عنها مستندًا إلى حججه وبراهينه، مما أثرى النقاش الفكري حول هذه القضايا.
جاء الكتاب تصحيحًا لمقولات عن «حزب اتحاد القوى الشعبية اليمني»؛ ذكر المؤلف أنها بُنيت في مجملها على انطباعات شخصية دون استناد إلى وقائع التاريخ، وتضمن سلسلة من الإيضاحات والردود على تهم ودعاوى تسعى لتشويهه وصرف الأنظار عن دوره الوطني الرائد في تقديم الرؤى والأفكار الرشيدة، التي قدمها الحزب للإسهام في إصلاح الوضع اليمني المعقد. وناقش الكاتب كتابين، أحدهما: «ثورة 26 سبتمبر في اليمن»، وثانيهما: «التطور السياسي للجمهورية العربية اليمنية»، وكلاهما للأستاذة «جلوبو فسكايا إلينا». وهما المرجع الأساسي للكتابات الأخرى في هذا المجال.
الفردية