كُتاب

2014

العدد 45

خصص هذا العدد للحديث عن العلامة والسياسي المناضل إبراهيم بن علي الوزير الذي توفي رحمه الله منذ اشهر في 28 يونيو 2014م.
وسوف تعتمد المسار في ترتيب المقالات على أبجدية الكُتَّاب حيث يصعب الترتيب حسب المواضيع لأن المواضيع تصب في خانة واحدة. وسوف تعمد أيضا إلى وضع الرثاء الشعري في البداية لأن الرثاء قديما كان هو المتقدم على النثر ،حتى لو كانت المراثي نثر ا فإنها تطعم بالأشعار الباكية وقد اختارت العدد قصيدتين فقط إحداهما للشاعر الكبير د. عبد العزيز المقالح، والثانية للشاعر المبدع عبد الكريم عبد الله نعمان؛ الأولى من صنعاء حيث عاش الفقيد نصف حياته إلا قليلا، والثانية من تعز حيث كانت أول أرض مس جسمه ترابها
ثم تأتي المقالات على حسب أبجدية أسماء الكتاب، ثم تتبعه بالملف الثالث عن الندوات التي أحيت ذكراه، وعلى ذكراه السلام، ثم بالملف الرابع صور من حياته.
أما القسم الإنكليزي فهناك مقالان الأول بقلم ولده الأستاذ محمد الرضا ابن الراحل الكبير، والثاني كتبه Richard Curtiss ) ريتشارد كرتس( في مجلة Washington Report on Middle East Affairs .

العدد 44

يحتوي هذا العدد من “المسار” على مقالات متنوعة، فيها فوائد بحثية، ومتعة فنية صاغها متخصصون، كل في حقله، يعملون بما يعلمون، مساهمة منهم في خلق ثقافة جديدة إنسانية أخوية، طمرها كمٌّ هائل من المتحجرات، نحن بأمس الحاجة إلى البحث عن أضرارها وتنقيتها مما ألم بها من عوادي التصحير والتحجير. ذلك أن هذه الثقافة المتصحرة حلت محل ثقافتنا المتألقة ولم يأتِ القرن الثامن الهجري / القرن الرابع عشر ميلادي، حتى استكمل التصحير مداه ،ومنذ ذلك الوقت لم يعد ثمة ثمر جديد، ولا نبت نضير، ولكن حطب جاف، وعود يابس، لم يعد – معظمه – يصلح إلا للحريق؛ لما يحمل من أوبئة مذهبية وعنصرية وتاريخية واجتماعية واقتصادية .
وقد آلت “المسار” على نفسها أن تقاوم تلك الثقافة المتحجرة وأن تحاول بصبر إعادة الماء النقي إلى الجذع اليابس ليستعيد مفاهيمه الدينية النقية، وأوراقه الحضارية الزاهية، ويصحح أغلاطه التاريخية، وأضرار حياته الاجتماعية ،وأوجاع اقتصاد ظالم .

العدد 43

نحن أحوج ما نكون إلى العقل الراشد، والاعتدال المنصف، والتسامح النبيل، خاصة في مثل هذه الظروف الحاضنة للكراهية الحاقدة، و المذهبية المتعصبة، ومن المؤكد أنه لن يكبح هذا التيار المتعصب المتنامي إلا عقل راشد، واعتدال منصف، وتسامح نبيل، مالم فستسيل البغضاء إلى كل بيت، وتعم الكراهية كل قلب.
إن للتعصب أوجه مختلفة، فهنالك تعصب ديني، وهناك تعصب سياسي، وهناك تعصب اجتماعي، ويضم الكل إطار أسود يحوي في دفتيه الحقد والغضب والانغلاق. وإذ يكون الانفتاح بكل أنواعه نتاج العلم الواسع والعقل الراجح والأفق الرحيب، يسقي نموه من كل جدول صافٍ، ويلتقط حباته من كل شجر مفيد، يغلق التعصب كل الطرق إلى المعرفة والتوسع، ويبقي ما حفظه في قوقعة مقفلة هي كل زاده وعدته، ومن ثم يظل يخاف عليها أن تتطعم بجديد، أو تستقي من ماء معين فتغير أفكاره الراكدة، ويفقد ما حفظه ولُقّن به، ثم هو لا يجد وسيلة لحفظ ما ظنه صوابًا و اعتقده حقًّا، إلَّا تكفير الآخر، وتضليل الآخر، وبهذا الوقر المتوحش يستبيح مالا يباح فيمضي في محاربة الآخر، من أجل الحفاظ – على تعصبه وما لُقِّن به- بالرصاصة القاتلة، أو المدية الحادة، أو السيف القاطع ، وليس بالحوار الهادئ، ولا بالحجة الصائبة، ولا بالمنطق المقنع؛ لأن من يعمد إلى هذه الطريقة البشعة، مفلسٌ في كل شيء، فهو ليس شجاعًا فيجادل، ولا عالمًا فيدافع، وليس لديه من الشجاعة العقلية ما يتقبل به رأيًا آخر، لقد أغلق أذنيه فلا يسمع وعينيه فلا يُبصر إلَّا مالقن به، ومن ثمَّ فهو لا يقدر على مواجهة الآخر، وإنمِّا هو قادر على ترصده فيقنصه في اغتيال معيب.