عبد الله يحيى السريحي كاتب وباحث يمني له عناية بتحقيق كتب التراث، صدر بتحقيقه عدداً من كتب التراث ونشرت له عشرات البحوث في نفس المجال، يعمل لدى دار الكتب الوطنية "هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة" (المجمع الثقافي سابقاً)
قدم الأستاذ المحقق عبد الله السريحي، دراسة تاريخية عن جانب من تاريخ علاء الدين خوارزم شاه، أبرز فيها صورًا من مغامراته وحروبه، خصوصًا ما دون الرحالة المؤرخ يا قوت الحموي في كتاب (معجم البلدان)، فكان درسًا مفيدًا في استقراء وقائع التاريخ، وأخذ العبرة التي تدل دلالة حاسمة أن انتصار القوة وحدها يصيب قائدها بالغرور والكبرياء، فيلويان به ليًا، ويسقطانه من عَلِيّ.
تحدث المحقق عبد الله السريحي عن دور الإمام صالح بن مهدي المقبلي التنويري في شمال القوقاز، وكيف جذب إلى مدرسته طلبة مسلمين وفدوا للدراسة في "مكة"، ونهلوا من علمه، وعادوا إلى أوطانهم حاملين تعاليمه المبنية على التحرر من قيود التمذهب المكبل للعقول.
أسهم الأستاذ «عبد الله بن يحيى السريحي» بمقال عن الملك المسعود الأيوبي وفترة حكمه في اليمن، لا ليمدح أو يذم أو ينقل الماضي إلى الحاضر، ولكن ليبحث عن عبرة تاريخية يمكن التعلم من حسناتها وتجاوز سيئاتها.
يُخلَّد الملوك بأعمالهم وكتبهم، وليس بسيوفهم، فالسيف لا يترك سوى آثار الدمار ورائحة الجثث المتعفنة، بينما القلم ينشر العلم وينفع الناس. سيظل الملك الأفضل حياً بفضل مؤلفاته وميتاً بسبب سيفه، ويعطينا كتابه فكرة عن تحول البساطة إلى فخامة، بل تأثرت بطقوس الإمبراطوريات، وهذا التحول ساهم في تفشي الطغيان والاستبداد، وأصبح التواضع والعدل استثناء في تاريخ المسلمين.
وأخذنا الأستاذ الفاضل المحقق "عبد الله بن يحيى السريحي" في جولة علمية طاف بنا فوق عالم "معجم البلدان" الواسع الكبير، للجغرافي الكبير ""ياقوت الحموي" (ت يوم الأربعاء 12 جمادى الأولى عام 622هـ/ 1225م كما جاء في ويكبيديا أو 626هـ كما جاء في غلاف الكتاب) وكانت جولة من ناحية المكان في أواخر القرن السادس والسابع الهجريين/ القرن الثالث عشر ميلادي. ومن ناحية المكان أصقاع متباعدة، وإذ يكتب العلامة "السريحي" عن "ياقوت" فهو خبير به، مطلع على كتابه اطلاع تحقيق، وهو قد انتهى من تحقيق الجزء الأول من "معجم البلدان" ويوالي تحقيق البقية، أعانه الله عليه، فمقاله عن كتابه إذن مقال خبير.