عرض ممتع قدمه الدكتور أيت بعزيز عبد النور لدور «الشيخ محمد البشير الإبراهيمي» في مقاومة استهداف الاستعمار الفرنسي لثقافة الشعب الجزائري، خصوصا حينما سعى لتغيير منظومة القضاء الإسلامي، فقدم توضيحا للمشكلات، واقترح إصلاحات بعيدًا عن المسخ والتبديل.
من الجزائر كتب الدكتور آيت بعزير عبد النور، عن «مساهمة الحسين الورتلاني في كتابة تاريخ الجزائر»، فبدأ بالتعريف بشخصية الحسين الورتلاني، ثم باهتمام الورتلاني بتاريخ الجزائر، ثم مضمون كتاب الرحلة الورتلانية. فقام بسياحة تأريخية إلى حقبة العهد العثماني، ليلتقي بشخصية تاريخية فذة طافت بلدانًا كثيرة داخل الجزائر وخارجها.
خصص الدكتور أيت بعزيز عبد النور مقاله هذا للحديث عن مكتبة بني ورتلان في الجزائر، وما تحتوي من مخطوطًا ووثائق، موضحا كيف انها بقيت مجهولة ومنسية حتى اكتشفها الشيخ الموهوب أولحبيب (مشهد) ونسّقها، وقام بنشر مقالات علمية عنها، وساهم في إقامة معارض وطنية ودولية، للتعريف بمحتوى ومضمون المخطوطات، والمحافظة عليها. وإبراز قيمتها الفكرية والثقافية.
كتب الدكتور: «أيت بعزيز عبد النور»، عن نجل الفضيل الورتلاني، المرحوم مسعود حسنين، فأورد نبذة عن حياة الفقيد ومراسلاته، ونشاطه الإصلاحي، وجهوده في مجال جمع تراث والده، وتطرق الى التعريف بكوكبة من علماء الجزائر كانوا شيوخًا للمرحوم مسعود، ومن ثم تزداد سعة تعرف اليمنيين على الحركة العلمية في الجزائر.
يتحدث هذا المقا عن الشيخ البهلولي متعلمًا ومعلمًا، ثم عن إملاءاته وإجازاته العلمية، ثم عن إنتاجه الفكري، فيعطي فكرة عن رجل جاهد بقلمه فأحسن الجهاد. والإجازات التي تحدث عنها الكاتب كانت بمثابة الشهادات العليا التي يمنحها الشيخ لتلميذه المتفوق، وكلما تعددت الإجازات تعددت جوانب علومه، وأصبح من المشايخ الكبار. ولم تكن الإجازات محصورة بأوطانها ومحيطها، بل كانت تدور في الفلك الإسلامي عبر المراسلات والزيارات المتبادلة
وتحت عنوان «كتاب (الجزائر الثائرة).. قراءة نقدية لطبعات الكتاب»، كتب الدكتور ”أيت بعزيز عبد النور“، عن أهم أثر مكتوب تركه الأستاذ الفضيل الورتلاني، فكشف عن ما جرى للكتاب من بخس وتحريف ونحو ذلك مما تتعرض له كثير الكتب من جنايات آثمة.
يستعرض الدكتور «أيت بعزيز عبد النور» في مقاله: «من أبطال الثورة الجزائرية.. العربي بن المهيدي»، صورًا من حياته ويبرز دوره الجهادي من قبل قيام ثورة التحريرية حتى وفاته، على أنه من أبرز الأعلام الذين جمعوا بين النضال السياسي والعمل العسكري خلال تلك الفترة، كما أن نشاطه شمل مختلف أنحاء البلاد.
فتح الدكتور عبد النور أيت بعزيز، نافذة على قلعة عَلَم لنرى فيها «أعلام الفكر والأدب في قلعة بني حماد» حيث تزخر الجزائر بالعديد من الحواضر التي كانت منارات يشع منها العلم، وعواصم لدول إسلامية، كالدولة الرستمية والفاطمية والحمادية.
وأخيراً كتب الدكتور “عبد النور” عن “الإعلام التركي والقضية الجزائرية”، فركز على “عرض محتوى ومضمون تقارير “السفارة الفرنسية” في “تركيا” من خلال ما نشرته الصحافة التركية، وهو موضوع شائك للغاية، نظراً لطبيعة العلاقات الودية التي كانت تربط بين تركيا وفرنسا في المجال الاقتصادي والعسكري والتقني.
وخُتم العدد بمقال للدكتور “عبد النور أيت بعزيز” بعنوان: «قراءة في ألقاب عائلات بني ورتلان.. دلالات وأبعاد». فأطل به على حقلٍ جديدٍ لفهم تقاليد وعادات المجتمعات والمكونات في الوطن الواحد، من أجل تفكيك ما يجلبه الجهل بها من احتقانات مُتفجِّرة
كتب الدكتور «عبد النور آيت بعزيز» الجزائري مقالاً عن «بني ورتلان من خلال الرحلة الورتلانية» كجانب من الإضاءة على حياة الشيخ الفضيل الورتلاني، والأرض التي ينتمي إليها والأسر التي ينحدر منها.
يتحدث المقال عن جانب من تاريخ الفضيل الورتلاني، باعتباره هامة شامخة من زعماء الإصلاح في العالم الإسلامي كله، الذين هوم الأمة العربية وهموم الإسلام والمسلمين في أي بلد إسلامي من “تركيا” حتى “جاكرتا”، وكان فارساً في كل ميدان يجول فيه، مصلحاً في كل بلد يتواجد فيه المسلمون، لا يخاف في الله لومة لائم.
يرسم الباحث الأستاذ “أيت بعزيز عبد النور” في مقاله “الورتلاني في البحار” صورة نابضة لهذا الزعيم الفذ وهو يتنقل بين الشواطئ خائفًا يترقب من أن يُلقى عليه القبض، فيسلم إلى الإمام “أحمد” فيجز عنقه، وبقي أشهرًا تقاذفه الأمواج السياسية من ميناء إلى ميناء فيمنع من النزول في أي منها ولا يقبله بلد واحد، حتى نزل متخفيًا في “لبنان”. إنها قصة مجاهد في سبيل الله، تجاوز الحدود المصطنعة وجاهد في أكثر من مكان، وكانت مواقفه في اليمن هي التي ألحقت به سوء المتاعب فله على اليمن بصفة خاصة دين مستحق.
كتب المؤرخ أيت بعزيز عبد النور عن دور هذا المصلح الكبير الفضيل الورتلاني في مساندة القضايا العربية والإسلامية، وجعل القضية اليمنية نموذجًا، وعلى رغم من اختصار ما كتب – بالنسبة لسعة حياة الشيخ الفضيل – إلا أنه استطاع بأسلوبه الجميل أن يقدم دراسة من حياته ودوره المميز في نصرة قضايا الأمه، تعكس صورة عن تحركاته الواسعة في مساراته الكبرى، في عالمه الرحب.
المزيد عن المقال..