تستمر مجلة المسار في سيرها بخطى ثابتة نحو تقديم ما هو جديد ومفيد، وفي خاتمة أعداد العام 2016م تقدم المسار بحوثا في مجال المراجعات الدينية الرصينة، ودراسات عن الفلاسفة وفلسفتهم، الى جانب قراءة التاريخ وما خلف السابقون من آثار ونقوش تعكس طبيعة حياته ومستوياتهم الحضارية، وتعرج على الأب وفن كتابة القصة، ولا تغفل الظواهر السياسية وأدواتها من وسائل الاعلام وما تلقي به من ظلال على علاقات الشعوب والأمم.
في الوقت الحارق، والمحرق، والمتوحش، والضاري، تلوذ النفس بمحراب الروحية، فترتل فيه أدعية الخلاص، من لهب الرصاص، ولتلتمس من الروحانية قوة مُشعَّة لمواجهة المادة اللاهبة والملتهبة. فما تشاهده المنطقة من ضراوة متوحشة لم تخطر على بال بشر، ولم تعهده الحروب التدميرية السابقة، فالنيران مشتعلة في أكثر من مكانٍ مُسلِم، والأمراض المعدية منتشرة في أكثر من منطقة، والسماء تُمطر موتاً، والبحار تتسجّرُ زؤاماً.
يطوف بنا هذا العدد جانبا من آفاق الماضي في حديث عن مكونات اجتماعية وتيارات فكرية وشخصيات تاريخية، كان لكل منها حضور اجتماعي وتأثير فكري لا يزال صدى ارتداداته تصل إلى زمننا الحاضر. وفي بعد آخر يغص العدد أعماق الفكر والفلسفة في حديث عن الجن والانس، ويراجع التراث والآثار والمحطات التاريخية، وكعادة المسار لا ينسى أن يعرج على الأدب وتقنيات فنون اللغة.
وكم تتمنى المسار أن تظل مع قرائها في رحلات ممتعة يعودون منها وملء أيدهم معارف جديدة ومراجعات مسؤولة.