زيد بن علي الوزير

زيد بن علي بن عبد الله الوزير. مفكر ومؤرخ وسياسي وأديب، يمني، عرف بفكره المستنير وانصافه في دراسة التاريخ السياسي والفكري، نظم الشعر منذ صباه، وأشهر قلمه الناقد في وجه انحراف حكام النظامين الملكي والجمهوري في اليمن. نُشر له عشرات المؤلفات والتحقيقات، ومئات الدراسات والبحوث في مختلف جوانب الفكر والأدب والسياسة والتاريخية. مؤسس "مركز التراث والبحوث اليمني" ورئيس تحرير "مجلة المسار".

يطالعنا رئيس التحرير بمقاله «في طريق بناء حكم سياسي رشيد»، بمراجعات في شروط الإمامة عند الزيدية، مستندا إلى أصول الإسلام النقية، مفرقًا بين تاريخ الإسلام وتاريخ المسلمين الذي شابته كثير من النزاعات. ويناقش تجاوزات شروط الزيدية الهادوية، مع ترك المجال للقراء لنقده وتصويبه، والاستعداد لتصحيح أي أخطاء الموثق وموضوعي.
استعرض رئيس التحرير في هذا المقال مسيرة (844 عامًا) لخزانة كتب بني الوزير، منذ أن أسسها جد الأسرة الأمير محمد العفيف (ت 600هـ/ 1203م). فأرخ الكاتب لمسيرة نشأتها وتكوينها، ورصد مراحل نموها وما مرت به من تحولات إلى اليوم، وكشف عن جانب من محتوياتها، وذكر بعض من أسهموا في إثرائها، وكيف كانت نهايتها.
كتب رئيس التحرير عن «السلطان الدُّعَام بن إبراهيم»، وما كان له من دور في أحداث عصره؛ حيث جمع أخباره، وأثره في صياغة تاريخ تلك الفترة، وسط مثلث: الولاية العباسية، والدعوة العلوية، والسلطنات اليمانية. فكشف لنا، جانبًا غامضًا من تاريخ اليمن أواخر القرن الثالث الهجري.
بهذا المقال اقتحم الأستاذ زيد بن علي الوزير لجة التاريخ وفتش في زواياه، حتى عاد ببحث رصين، جمع فيه بين السرد والتحقيق والتحليل، وكشف عن جانب من الحقائق الضائعة بين ركام التعصبات، من خلال دراسة الوقائع التاريخية وتقويمها، بعيدًا عن الشخصنة وانتقاء الوقائع وتأويلها لخدمة الأهواء، معتبرا انتقاء الأحداث وإغفال أخري؛ جناية أخلاقية وجريمة أدبية.
يكشف الأستاذ زيد الوزير في هذا المقال صفحات من أحداث وثبة «الهيصم بن عبد الحميد اليماني» ضد ولاة العباسيين في اليمن.. حيث ذهب منقبًا في مواقع تاريخية مجهولة عن أحداث وأيام تجاوز ذكرها المؤرخون، إلا من خبر عابر، فظلت - رغم أهميتها - في الزوايا المعتمة في انتظار من يستخرجها، ويزيح عنها ما راكمته الأعوام الطوال، ويقدمها كصفحة بارزة من صفحات التاريخ المنسي.
في مقاله الممتاز عن العلامة «محمد بن صالح السماوي»، الملقب بـ «ابن حريوه»، استعرض رئيس التحرير ما تعرض له من ظلم من قبل إمام وقته «المهدي عبد الله» وأعوانه من علماء السلطة، الذين داهنوا الحاكم، خوفا منه أو حسدًا ونكاية بمن يعدونه منافسا وخصمًا، وبذلك تخلوا عنما يجب عليهم من إنكار الظلم ومناصحة الحاكم. وتطرق إلى جانب من شخصية الشهيد وعطائه المعرفي.
كعادته ظل رئيس التحرير يتتبع أخبار وتراث «المطرفيه»، فهو أبرز من تحدث - في عصرنا - عن مظلوميتهم ونصر قضيتهم. وعن الجديد من تراثهم تحدث عن كتاب «شرح الفصل» ليحيى بن الحسين اليحيري، وما جاء فيه، مما يدل على وفاقهم مع الهادي، بخلاف مزاعم خصومهم، الذين اتخذوا خلافهم في تفسير بعض الظواهر وسيلة للتنفير عنهم؛ كي يتفردوا بالساحة الفكرية في اليمن آن ذاك.
في بحثه عن «مساهمة أسرة بني الوزير السياسية والعلمية» جمع رئيس التحرير ما هو متناثر في كثير من كتب التراجم التي صنف بعضها على الأبجدية، فتباعدت زماناً وتفرق مكاناً وانفصلت تاريخاً، وبعضها صنف على الطبقات والحقب التاريخية، فجمع فيه كثيرا من المعومات المبعثرة في مكان واحد، وأولى اهتماما خاصاً بموضوع «المطرفية» ودور الأسرة في الدفاع عنها.
هذا هو المقال السادس في سلسة المقالات عن «اتفاقية الدَّعان»، قارن فيه رئيس التحرير بين نسخ الاتفاقية التي عثر عليها، منبها على أن الاختلاف في نسخها أدى إلى اختلاف واسع في تقييم مواقف المشاركين فيها فضلا عن اختلاف قراءة تاريخ الأحداث المتعلقة بها. معتبراً هذا المقال إقفالاً لمقالاته عن اتفاقية الدعان، بعد أن كشف بالمقارنة عن مواضع اختلاف النسخ واتفاقها واختلاف مضامينها.
بعد عدة مقالات عن «إتفاقية الدعان» يتساءل رئيس التحرير «هل أقفل ملفها؟» وفيه راجع بنود الاتفاقية الموقعة بين العثمانيين والإمام يحيى، وقارن بين النصوص المنشورة منها بالعربية والمترجمة عن التركية، وكشف عن مواضع الاختلاف في النسخ المنشورة، ويحمل ذلك من تلاعب سياسي سواء في الترجمة أو التفسير بغرض تسجيل مواقف ومكتسبات تاريخية أمام الأنصار والجمهور.
كانت المحاضرة الأولى لكاتب هذه السطور، ومن قلة الذوق الأدبي، وسماجة النقد أن أكتب عنها تقريضاً أو قرضاً، وغيري أولى مني وأقدر على رؤية عيوب بحثي، فأرجو أن أجد من يقرأ محاضرتي بموضوعية شأني شأن أي مُحاضر قرأتُ محاضرته، ومن هنا سوف لن أتحدث عنها؛ بل سأضيف إليها هنا ما لم أذكره هناك تكملة وإضافة.
بين رئيس التحرير في هذا المقال كيف أعاد القرآن الكريم للعقل الحضاري دوره بعد سبات طويل، مستشهدًا بأن مئات الآيات تتضمن لفتات قوية توقظ العقل ليمارس دوره في بناد الحضارات، ويحدّق فيما حوله، فهذا العقل هو الذي بنى الحضارة الإنسانية، قديمًا وهو الذي يبنيها مجددًا. مؤكدًا على أن الابتعاد عن التفكر والتدبر هو الذي هوى بكثير من الحضارة الشامخة.
يتحدث المقال عن تأثير السياسة الطاغية على كتابة التاريخ وكيف تضعه في إطار فقه سياسي مُريب، ألحق الضرر بالدين وحضارته وتاريخه. لا سيما حينما قدم كأنه قدر مقدور وإرادة ربانية، تقبلتها أكثرية الأمة - بفعل التكرار المستمر- بقبول. وهذا النوع من الدراسات يساعد على فهم التاريخ علي حقيقته يزيل التزيِيف عنه ويُسَهّل الطريق لفهم ما حدث بشكل أفضل.
في حديثه عن المعارضة اليمنية في القاهرة ودورها في «الثورة الدستورية اليمنية» كشف رئيس التحرير - وهو من شهود تلك الفترة - عن دور يكاد يكون مجهولاً، مع أن له الفضل في تغيير المضمون السياسي من التديين إلى التمدين. وبهذا يكشف تاريخاً مطوياً، لم يتم تناوله من قبل. وقد تضمن المقال أسماء بعض قيادات المعارضة وسجل جانبا من مواقفهم.
يتابع الكاتب البحث عن عقائد طائفة (الموحدين "الدروز" من أقوالهم ورواية خُصومهم)؛ لأنه يرى أن عمى التعصب قد أسدل ستاراً من البغضاء بين المسلمين، دفعتهم إلى أن يكفرون بعضهم بعضاً في ازدواجية تمثل انشقاقاً داخلياً، وانفصاماً نفسياً في ذهن المتعصبين، فهم يقفون مع الدولة الصهيونية ويرفضون من يحاربهم في تياه بليد نتيجة اختلاف مذهبي.
هذه دراسة تاريخية عن الحاكم بالله الفاطمي، الذي كفّره خصومه السياسيون بتهمة ادعاء الألوهية، ثم تبعهم في ذلك كثيرٌ من المؤرخين المتمذهبين المسيسين، حتى تقبلت تلك الادعاءات بالقبولٍ. ولكن الكاتب يرى - من خلال متابعة سيرة حياته وقوانين حكمه - أنه لا يوجد ما يدل على تلك الاتهامات. ويقدر أن رفع اللبس يسهم في التقريب بين المذاهب الإسلامية.
يأتي هذا البحث في سياق أبحاث المفكر زيد الوزير في عقائد الفرق الدينية، التي يسعى لتقديمها كما جاءت في كتبهم، عل ذلك يسهم في هدم السدود الفاصلة بين المسلمين ويخلق الألفة بعد الفرقة، والسلام بعد الاقتتال. وفي هذا البحث خلص إلى أن طائفة الموحدين الذين يسمون خطأ بالدروز، قد تعرضوا للتكفير بغياً بدون حق، وأنهم في العقائد الأساسية كسائر المسلمين.
  • ولد في دار الشرف بجبل صبر في مدينة تعز يوم الثلاثاء 29 شعبان 1354/ 26 نوفمبر 1935.
  • تنقل مع والده الأمير علي الوزير في كل من صنعاء ووادي السِّر والمحويت، وكان يدرس في مكاتبها مع الطلبة الآخرين القرآن والتجويد والخط والحساب.
  • انتقل إلى المسجد فدرس على العلامة المغفور له الشيخ “عبد الرزاق الشاحذي” والعلامة “عبدالله الكبسي” متن الأزهار والآجرومية، ومبادئ العلوم الإسلامية بطريقة مفهوم ومنطوق.
  • عقب الثورة الدستورية 1948م تلقى تعليمه في الأدب والنحو أول الأمر على يد الشاعر الكبير عبدالله البردوني في مسجد البلقة بصنعاء.
  • وفي معتقل قاهرة حجة درس الأدب والفلسفة والمنطق والأدب المعاصر على يد أستاذه أديب اليمن الكبير “أحمد بن محمد الشامي”، وفي التفسير وعلم الأصولين على يد العلامة الكبير عبد الرحمن الإرياني، وفي النحو على يد العلامة محمد الأكوع، والجغرافيا ومبادئ اللغة الإنكليزية على يد الأديب الشاعر أحمد المروني.
  • قال أول شعره وعمره 17 عاما وقد جمع شعر شبابه في كتيبين سمى الأول «ضوء الفجر» والثاني «إلى الله» وقد فُقِد الأول نهائيا.
  • اشتغل في الحقل السياسي، حيث شهد أحداث الثورة الدستورية عام 1984م  وهو صغير، وبعدها عُين سكرتيراً أول في السفارة اليمنية ببيروت، ثم وزيرًا مفوضا في ألمانيا، وكان عضوًا مؤسسا لـ«اتحاد القوى الشعبية» ولعب أدوارًا كبيرة في حقل المعارضة للنظام الملكي، ثم المعارضة لانحرافات الحكام الجمهوريين على ما هو موضح فيما نشره في «جريدة الشورى».
  • في رمضان 1419/يناير 1999م أسس رسميا في أمريكا «مركز التراث والبحوث اليمني».
  • وفي يونية /99م أسس مركزا في اليمن بنفس الاسم. ويقوم المركز بإصدار مجلة فصلية المسار، ما يصدر عنها “كتاب المسار”.

من كتبه المطبوعة

  1. دراسات في الشعر اليمني .
  2. محاولة لفهم المشكلة اليمنية.
  3. محاولة في تصحيح المسار
  4. عندما يسود الجفاف- مأساة التمذهب.
  5. الفردية – أزمة الفقه السياسي عند المسلمين.
  6. نحو وحدة يمنية لا مركزية
  7. المطرفية الفكر والمأساة بالاشتراك مع العالمين بدر الدين الحوثي ومحمد يحيى سالم عزان
  8. على اطلال الإباضية في أعالي الشمال
  9. ضد الخطاء
  10. غيوم حول الثورة الدستورية
  11. في البدء كان الحكم مدنيا
  12. مؤتمر الطائف- وثائق ونصوص- كتيب
  13. مؤتمر خمر- وثائق ونصوص
  14. اليمن في مؤتمر العالم الإسلامي- وثائق ونصوص

 طبع بتحقيقه:

  1. جواهر الدر المكنون- للمؤرخ الكبسي.
  2. الدر المنظوم في سيرة الثلاثة النجوم للعلامة جغمان.
  3. زورق الحلوى في سيرة قائد الجيش وأمير اللواء للعلامة حمود الديلمي.
  4. مكنون السر في تحرير نحارير علماء السر للعلامة ابن حميد
  5. الأعمال الكاملة للإمام محمد بن عبد الله الوزير الجزء الأول
  6. ثبت بني الوزير، للهادي بن إبراهيم

وله عدة أبحاث أدبية ونقدية وسياسية وحاصرات ومقارا نشرت في عدد من المجلات والجرائد

وله عدة كتب تاريخية، ونقدية وسياسية جاي العمل فيها.