يتضمن هذا المسار مجموعة من المقالات والدراسات عن الأفكار والقيم والعادات والتقاليد والممارسات التي تنتقل من جيل إلى جيل، وتوفر إطارًا أخلاقيًا وقيمًا، وتشكل السلوك الفردي للأشخاص، في كلامهم وطعامهم ولباسهم وتعاطيهم مع المشتركات وغير المشتركات.

المسار الثقافي

يتضمن هذا المسار الأعمال التي تعبير عن أفكار الأدباء ومشاعرهم وتجاربهم بطرق أدبية فنية، ويشمل: اللغة، والنحو، والبلاغة، والشعر، والنثر الإبداعي، والرواية، والدراما، وما يتعلق بكل ذلك من عرض وتحليل ونقد ودراسات، إلى جانب الحديث عن حياة الأدباء ومساهماتهم وشرح أعمالهم.

يذكر رئيس القسم الشرقي في مكتبة برلين، الدكتور «كريستوف راوخ» أنه أعتمد في دراسته هذه عن «الأماكن المذكورة في بيانات وحواشي المخطوطات اليمنية» على فحص 750 مجلدًا موجودًا في ميونيخ المكتبة البافارية الحكومية وفي ڤيينا المكتبة الوطنية النمساوية وفي برلين مكتبة برلين الحكومية. وأنها توحي بالسياق الاجتماعي والجغرافي للأنشطة العلمية في عصور وأماكن مختلفة من تاريخ التعليم في اليمن.
استعرض رئيس التحرير في هذا المقال مسيرة (844 عامًا) لخزانة كتب بني الوزير، منذ أن أسسها جد الأسرة الأمير محمد العفيف (ت 600هـ/ 1203م). فأرخ الكاتب لمسيرة نشأتها وتكوينها، ورصد مراحل نموها وما مرت به من تحولات إلى اليوم، وكشف عن جانب من محتوياتها، وذكر بعض من أسهموا في إثرائها، وكيف كانت نهايتها.
خصص الدكتور أيت بعزيز عبد النور مقاله هذا للحديث عن مكتبة بني ورتلان في الجزائر، وما تحتوي من مخطوطًا ووثائق، موضحا كيف انها بقيت مجهولة ومنسية حتى اكتشفها الشيخ الموهوب أولحبيب (مشهد) ونسّقها، وقام بنشر مقالات علمية عنها، وساهم في إقامة معارض وطنية ودولية، للتعريف بمحتوى ومضمون المخطوطات، والمحافظة عليها. وإبراز قيمتها الفكرية والثقافية.
دراسة ممتعة عن منهج ترتيب موضوعات الكتاب وما أثير حول ذلك من جدل واختلاف، وخلصت الباحثة إلى أن سيبويه بنى كتابه على أساس نظرية "العامل"، حيث بدأ الحديث فيه عن الأفعال، ثم تلاه حديثه عن كل ما يتعلق بها من أبواب متممات الجملة، فجاءت أبوابه مترابطة ببعضها في سياق يمكن تصوره، ويسهل استيعابه.
استمرارا في واجب المسار في تفكيك مرادم التعصب ونزع زُبُر التمذهب، كتب مدير التحرير مقالًا عن «كتاب الأذان بحي على خير العمل»، عرف فيه بالمؤلف وتفاصيل محتواه، ثم تطرق للحديث عن الخلاف الروائي والفقهي حول المسألة، وخلص إلى أنها من المسائل الظنية التي تحتمل أكثر من تفسير، وأن الخلاف فيها مما لا ينبغي أن يؤدي إلى تنافر ومفاصلة بين المسلمين.
صورتي
وتحت عنوان «كتاب (الجزائر الثائرة).. قراءة نقدية لطبعات الكتاب»، كتب الدكتور ”أيت بعزيز عبد النور“، عن أهم أثر مكتوب تركه الأستاذ الفضيل الورتلاني، فكشف عن ما جرى للكتاب من بخس وتحريف ونحو ذلك مما تتعرض له كثير الكتب من جنايات آثمة.
كتب الأستاذ علي مغربي الأهدل، عن «اليمن.. مفهوم التسمية ودلالتها؛ قراءة في الخلفية التاريخية»، فتناول الصيغة اللفظية للاسم، ثم تطرق إلى المسمى وارتباطه بثقافة المكان، وختم بالحديث عن تطور التسمية عبر التاريخ والثقافات. وهذا البحث كسائر البحوث يُختلف عليه، لكن ذلك موضوع آخر، ولكن مما لا شك فيه عندي، أنها كانت مستوفاة شروط البحث والتدقيق.
يقدم هذا المقال بحثا وتحليلا هدفه التعريف بالقضية الاصطلاحية، ومحاولة لفهم تنوع طرق المعالجة، ترجمةً وتوليدًا واقتراضًا، وليست مجرد عرض بالمفهوم التقليدي، وكم لهذا من إسهام في إخراج عمل معجمي يلبي الاحتياج إلى التوحيد والإفادة والشمول.
 تناول البروفيسور بركات محمد مراد، أستاذ الفلسفة الإسلامية، موضوع  «الشيخوخة ودوام الشباب»، واستعرض ما تداوله علماء نفس وفلاسفة وشعراء وأدباء، عن حقيقة الشيخوخة وينابيع الشباب، والعلاقة بين العمر وطبيعة العمل، وأسباب الشيخوخة المبكرة والمتأخرة، وعلم رعاية المسنين.
وفي هذا المقال تناول الدكتور مراد بركات موضوع «إبليس عبر الثقافات والعصور»، وهو حديث جمع بين الدين والفلسفة والأساطير، حيث لا يزال عالم الشيطان بغرائبه وقصصه الأسطورية مفتوحاً، ولا يزال الإنسان متخبطاً في كيفية التعامل مع إبليس ومختلف صور الشيطان وتجسداته السفلية.
يأتي هذا المقال في سياق معالجة أثار النزاع المذهبي في صناعة المصطلحات والعبث فيها، حيث سلط الضوء، على «السنة» المصطلح، و«السنة» المذهب، ثم «أهل السنة في مقابل أهل العقل»، إلى «أهل السنة في مقابل الشيعة»، إلى «الخلط بين السنة المرجعية والسنة المذهب». وما ترتب على ذلك من انقسام وتمايز بين عموم المسلمين.
يعالج هذا المقال قضيةٍ طالما اختلفت حولها المتمذهبون وانقسموا بين مبغضٍ قالٍ ومحبٍ غالٍ.. وفيه ضرب الكاتب على وتر التسامح، ووسيلته البحث الدقيق والاستقصاء العميق والتدقيق الموضوعي. وأبحاثٌ مثل هذه تقود دون شكٍ إلى التفاهم بين المتحاورين، والتقارب بين المتخاصمين؛ لو رغب الناس في الصلاح، وملك كل طرف ضميره وأبقاه حيًا. هذا المقال صلاة صادقة في محراب ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.
يعالج الأستاذ الدكتور زيد بن علي الفضيل «أزمة خطاب المثقفين»، من خلال الكشف عن أسباب انخراط المثقفين في مستنقع العنف، ودراسة منطلقات العنف وخلفياته الفكرية والسياسية، ومحورية معركة الوعي في ميادين التحدي المعرفي لإزالة أنواع من العوائق في طريق الحضارة التمدنية، لكيلا يبقى الطريق إليها صعب المسالك. وتطرق إلى المكونات البنيوية للعنف.
زيد بن علي الوزير
خلُص الكاتب الدكتور زيد بن علي الفضيل، في هذا المقال إلى أن الحوار الموضوعي هو الحل لإزالة الأسوار المذهبية المانعة للتواصل، وأن الحوار يعكس شكلًا ثقافيًا متطورًا تسري جنباته بين فئات المجتمع، وبدونه تتعطل آلية حركة البحث والنقاش، وتتلاشى ملامح الحرية والاختيار أمام تأثيرات أنماط التفكير التسلطي السائد في المجتمع، والمرتكز على فعل «الأنا» المتحجر.
زيد بن علي الوزير
في هذا المقال وضع الدكتور بركات مراد ظاهرة الاستشراق في مساحات رمادية ضبابية مضطربة وأخرى بيضاء واضحة منصفة، وتناول ملامح واتجاهات التيارات الاستشراقية والمستشرقين، وعقودًا من أنشطة الاستشراق الغربي تجاه الحضارة العربية الإسلامية. موثقا شهادات المستشرقين حول الحضارة العربية والإسلامية وما تضمنته من عطاء معرفي مميز.
كتب الأستاذ ”وضاح عبد الباري طاهر“، عن «صلف العصبيات.. طغيان حاكم وتأله فقيه» فأخذ القارئ في جولة من صور التعصب تؤكد أن بذرة الانحطاط كانت حاكما مستبدا ابتز الأمة أمرها وغلبها على رأيها، وفقيها متألها يتحدث باسم الله.
كتب البروفيسور بركات محمد مراد أستاذ الفلسفة الإسلامية عن موضوع «الحوار منهج التواصل الإنساني»، وخلص إلى أن الحوار هو ملاذ الإنسانية؛ إذا قام على احترام متبادل بين الأطراف، وليس مجرد فكِّ الاشتباك بين الآراء المختلفة.
قدّم الدكتور أحمد محمد الدغشي دراسة عن (مسوغات الخلافات الدينية وانعكاساتها التربوية)، وخلص إلى أنه لا بد من وجود توجه جاد نحو دراسة طبيعة الخلافات للتخفيف من غلواء الصراعات، وتقديم ذلك عبر مقرّرات المؤسسات التربوية المتعددة.
تكملة الجزء الأول الذي سبق نشره في العدد الماضي عن مفردات اللهجة التهامية التي لها أصل في ألفاظ القرآن الكريم. كتبها الأستاذ علي مغربي الأهدل. وضمَّنها معجمًا جمع فيه ما رأى أنه من ذلك القبيل، مبينا حالات اشتقاقاتها وارتباطها بالمعنى الحسي، وكيف ينطقها الناس ويستعملونها.
ترجم الدكتور حميد العواضي، مقال الدكتورة «سوزان باسنت» عن "الثقافة والترجمة"، تؤكد فيه أن الترجمة رافداً خصباً في إثراء أي لسان، لما تنقل من جديد الفكر، لذا تتطلب التعرف على الثقافة المٌترجم منها أي نص، والثقافة المترجم إليها، وكذا ثقافة المترجم نفسه، وكيف تؤثر على اختيار المفردات والصيغ المتاحة..
أما الدكتور حميد العوضي أستاذ اللسانيات، فأتحف العدد بدراسة عن «لهجات الجزيرة العربية كما يصفها الهَمْدَانِي في كتابه: صفة جزيرة العرب» فقدم وصفاً جغرافياً للغات أو اللّهجات يساعد على التَّعرف على واقع اللغات وتنوعها في جزيرة العرب.
كتب الدكتور حميد العواضي مقالا بعنوان" نحو فهرس عربي لأدبيات علم الترجمة"، قدَّم فيه عرضاً لعلم الترجمة ومجالاته، وعن العربية في نطاق اللغات التي توفر لمستعمليها شكلا من الاستقلال المعرفي أو الكفاية اللغوية المناسبة.
وفي هذا المقال قدم الدكتور عبد ربه طاهر الحميقاني موجزا حول: (الزراعة في لهجة البيضاء دراسة دلالية)، ضمنه كلمات من المسند المتعلقة بأسماء المواسم، وتحديد مواعيد النجوم الموسمية، والتنبؤ بـالأمطار، والذاريات، والرياح وأدوات الزراعة والري، ومقيل في ذاك وعنه.
وفي هذا المقال ترجم الدكتور حميد العواضي مقال (التاريخ والترجمة) للكاتب الغربي "لين لونغ"، وأوضح - كما ذكر المقال - أن المترجم بحاجة للتّعمق في عدد من الاختصاصات ذات العلاقة، ودراسة حالات نظيرة في سياقات أخرى.
يقدم الأستاذ على مغربي الأهدل دراسة عن «الغناء والموسيقى والرقص في تهامة» مبينًا فيها أصل الموروث وأشكاله، كجزء من الهوية الثقافية التهامية. مسلطًا سلط الضوء على دلالات الأغاني والرقصات، وربطها بالعادات والطقوس الدينية والأساطير. وهذا البحث يمزج بين العلمية والجمال، مقدّمًا رؤية شاملة وممتعة عن موروث تهامة.
ترجم الدكتور حميد العواضي مقالا للدكتورة ليلي فيلصن، رحلة «فارتيما» إلى اليمن من خلال لوحات "يورغ برو" الخشبية، واصفة الإقبال الأوروبي على الرحلة، وما تضمنت من خيال الصورة ومجافاة الواقع. وكيف أخذت تتبلور في الذاكرة الغربية صورة عجيبة لصنع مزيد من الوهم في فهم هذا الشرق.
عن ثلاثية «الإنسان والفن والجمال» رسم الكاتب المتمكن الدكتور «بركات محمد مراد» ألوانَها، وحدد إطارَها بما يملك من معرفةٍ في علم النفس والمجتمع، تجعل النفس تتفيأ ظلالَ أملٍ تُحقق الإنسانيةُ فيه سعادتها، وتكشف عن مجالٍ آخرٍ للتلاقي والتآلف عبر هذه الثلاثية. فإن لم نصل إليها فذلك يعني وجود إعاقاتٍ تحول دون ذلك، وإلى أن تتحطم العوائق فدعونا على الأقل نعيش مع بيت المتنبي الشهير: « مُنىً إن تكن حقًا تكن أحسن المُـنى* وإلا فقد عشنا لها زمنًا رغدًا»
وكعادته يقدم الأستاذ الدكتور "بركات محمد مراد" مقاله عن "الفنان المسلم والإبداع" فيبدع في موضوعه. وللمسلمين في الفنون باع كبير، سواء في حقل الإعمار أم البستنة أم  التصوير، وليست مساجد "تركيا" و"أصفهان" و"تاج محل" إلا آيات فنية خالدة، ولـ"إيران" باع في رسم الصور الأخاذة  والفنون الجميلة التي ازدهت بها المجالس، وتزينت بها الدواوين، وكذلك "الهند"، ومدن "سمرقند" و"بخارى" وغيرها وغيرها. 
رحل "جمال البنا" فخلت الساحة من فارس باسل، عزَّ له النظير. لقد أغمد قلمه، وتوارى عن الناس في جدثه المنير، ولكن صَدى قلمه سيظل زمنًا طويلًا يضيئ - بأفكاره الإصلاحية، وآرائه الجريئة - مناخًا تكتنفه السحب السوداء، وسيظل يواصل شعاعه حتى يضيء الآفاق المغلقة بنور ربه وعقله. والأمل قائم بأن دعواته المبرورة، ونداءه المشكور ستشكل أفقًا متميزًا واسعًا سيظل يتوسع حتى يشكل مساحات واسعة. لقد فتح بابًا لن يغلق.
يرثى الأستاذ قاسم الوزير في هذا المقال الفكر محمد فتحي عثمان، وهو عالم مصري ولد عام 1928م ونشأ وترعرع في ظروف حركة النهضة التي أطلقتها مدرسة جمال الدين ومحمد عبده. ولم يكن – حسب الكاتب - علامة ولا مفكراً ولا أديباً فحسب.. كان كل ذلك في ائتلاف نادر لتلك المؤهلات جميعاً، وقبل ذلك وبعده كان إنساناً رائعاً تتألق سجاياه وتجعل منه نموذجاً أخلاقياً رفيعاً لما يجب أن يكون عليه الإنسان.